معجزة العين
معجزة العين
رغم صِغر حجم العينين فإنهما غاية في التعقيد على المستويين التشريحي والوظيفي، وتمر أشعة الضوء من القرنية والجزء الأمامي للعين ثم إلى البؤبؤ (الثقب الأسود pupil)، ثم إلى العدسة ومنها تصل مجمعة على الشبكية حيث تستقبلها خلايا الإبصار القضيبية والمخروطية (Rods&Cones)، ثم تتجمَّع تلك الخلايا شيئًا فشيئًا، لتكون العصب البصري، والذي يحمل الإشارة العصبية إلى المخ لتتمَّ ترجمتها إلى صورة، فالخلايا القضيبية هي المختصَّة بالرؤية الليلية، والخلايا المخروطية مسؤولة عن الرؤية النهارية وتمييز الألوان.
وتوجد العين في تجويف عظمي في الجمجمة مُصمَّم بطريقة معينة لحماية العين من الصدمات والارتطامات، حيث إن الجزء العظمي العلوي في منطقة الحاجب يتقدم على العين إلى الأمام، والجزء العظمي أسفلها يمثل بروزًا أيضًا لتلقي الصدمات، والجزء الداخلي محمي بعظم الأنف، أما الجزء الخارجي فهو غير محدود بأية عظام لإتاحة الرؤية بزاوية خارجية كبيرة أكبر من باقي الاتجاهات التي يتداخل مجال رؤية العينين فيهما.
والدموع هي جزء من نظام الحماية لأجزاء العين حيث تُفرز من الغدد الدمعية ويتم مسحها على العين بأكملها عن طريق حركة الجفون المنتظمة ثم يتم صرفها في مجرى مخصَّص داخل الأنف، وسائل الدموع يسهم في منع جفاف العين، كما أنه يحمي من العدوى والالتهابات.
وتتحرَّك العيون عن طريق تناسق عضلي عصبي بين الأعصاب المخيَّة الخاصة بالعين، وهي الأعصاب الثالث والرابع والسادس، المسؤولة عن تحريك عضلات العين الخارجية في الاتجاهات المختلفة.
هناك أيضًا عضلات في الجفون تسهم في غلقها، وهناك عضلات داخلية في العين تتحكَّم في انقباض القزحية، ما يسهم في التحكم بصورة دقيقة في حجم البؤبؤ طبقًا لكمية الضوء الداخلة إليه فيتسع ليلًا، أو حينما تكون أشعة الضوء قليلة لتجميع أكبر كمية من الضوء لزيادة وضوح الرؤية، والعكس أيضًا صحيح لحماية الشبكية من أثر الأشعة الشديدة التي قد تُلحق الضرر إذا ما تم السماح لها كلها بالعبور.
الفكرة من كتاب أمراض العيون
العين من أعضاء الإحساس عالية الدقة وشديدة التناسق، وشأنها شأن باقي أعضاء الجسم تتأثَّر وظيفتها مع تقدُّم العمر، حيث توجد أمراضٌ كثيرة لا تظهر إلا بعد عمرٍ معيَّن أو تزداد نسبة حدوثها بعد هذه السن.
في هذا الكتاب يحدثنا الدكتور روبرت والترز عن العين ووظيفتها وأجزائها، ثم يركِّز على الأمراض المسبِّبة لفقد البصر فيبدأ حديثه عن المياه البيضاء وأعراضها، ويعطي فكرة عن مرض الزَّرَق، مُستفيضًا في تعريفه وتفسير حدوثه والأدوية المتاحة لعلاجه، ثم يختتم كلماته بمرض التنكُّس البقعي الذي يوضح الفرق بين أنواعه.
مؤلف كتاب أمراض العيون
الدكتور روبرت والترز Robert Walters: استشاري جراحة العيون في مستشفى جامعة ويلز، وقد حصل على تدريبه في لندن وساوثهامبتون، وهو المفتش والمستشار الإقليمي للكلية الملكية لأطباء العيون، ولديه خبرة في جراحات المياه البيضاء وعلاج اضطرابات حركة العين.