معجزة الأهداف المُشتركة
معجزة الأهداف المُشتركة
يسعى كل فرد إلى تحقيق النجاح في حياته بأي شكل، إذ يُشبع النجاح الكثير من حاجات النفس البشرية؛ كالحاجة إلى التقدير، والأمن الاقتصادي، والأمن العاطفي، والحاجة إلى التعبير عن الذات، واحترامها، ويُنظر إلى العمل الجماعي على أنه العنصر الأساسي للنجاح، فإذا كان الهدف مُشتركًا فاز الجميع، حيث يكون هناك تساند إيجابي، مُتبادل بين الإنجازات المطلوبة، فيعتمد كثير من الشركات مثل مايكروسوفت، وآي بي إم نمط العمل الجماعي، للوصول إلى مستوى الأداء المطلوب، وعوائد المبيعات، مع توافر مناخ مليء بروح الإيثار، والانتماء.
يستطيع الشخص المُبدع في أسلوب العمل الجماعي أن ينال فرصته من التعلُّم دون تصادم مع صاحب الفكر المنطقي، بعكس النجاح الموجود في البيئة التنافسية الذي يحقِّقه صاحب التفكير المنطقي فقط، وعندما يصبح الشخص المُبدع ناجحًا، يرغب في أن يكون ربَّ العمل، ويمكن للشركات الكبرى استغلال ذلك من خلال تحويلهم إلى مُساهمين مُشاركين، يشاركون في صنع القرار، وتولي القيادة، ولا شك أن المؤسسات التي سوف تستمر لوقت طويل، هي التي تتبنَّى في داخلها الروح الديمقراطية التعاونية، لكن قد يكون هناك مبدعون غير متعاونين، عندما تطلب الإدارة منهم المشاركة في صنع القرار، لكن الزمن كفيلٌ بتحويلهم إلى مشاركين، الأمر فقط متوقِّفٌ على درجة السيطرة الاستبدادية التي قد تعرَّضوا إليها في هذه البيئة، ويتحوَّلون إلى أرباب أعمال فيما بعد، وهذا سيشجِّع باقي العمال على عدم الاستغناء عن أدائهم الفكري.
وفي حين أن التعاون عملية فريدة لتكليل جهود الأفراد من أجل تحقيق هدف مشترك، إلا أنه يمكن توسيع نطاق التعاون هذا إلى أبعد من مجرد شركة أو مؤسسة، فالبيئة في حالة تغيُّر مستمر، والإنسان ناقص بالفطرة، لذا لا بديل عن العمل التعاوني، حتى تُعوَّض المهارات الناقصة عند كل فرد، وتتضاعف النتائج.
الفكرة من كتاب النجاح جهد جماعي
تحويل مكان العمل من وسط استبدادي إلى وسط تعاوني، لا يمكن تحقيقه بين عشيةٍ وضحاها، بل يكون نتيجةً لجهود كبيرة، تقوم على أساس من العلم والتخطيط، فيحاول الكاتب هنا تشجيع كل البيئات على نبذ التنافس الداخلي، وإحلال العمل الجماعي محلَّه، ويوضِّح العوائق التي يمكن مواجهتها في أثناء تحقيق ذلك، والأساليب التي يمكن بها التغلُّب على هذه العوائق.
مؤلف كتاب النجاح جهد جماعي
تشارلز ب. دايغرت Charles Deigart: حصل على شهادات البكالوريوس، والماجستير، والدكتوراه من جامعة أوهايو، وعمل اختصاصيًّا في مجال الإدارة مع فريق التنمية الاقتصادية في قسم التطوير بجامعة أوهايو، وهو حاليًّا عضو في برنامج مدرسة الإدارة والأعمال التابعة لجامعة فرانكلين، ألَّف هذا الكتاب الذي بين أيدينا، واشترك مع ريتشارد جاكوبس في تأليف كتاب “ابتكار ثقافة النجاح”.