معجزةُ الاستغفار وعِظَم البلاء
معجزةُ الاستغفار وعِظَم البلاء
إن من أكثر الظواهر التي تدهش المرء في الإسلام هي ظاهرة الذِّكر وخصوصًا الاستغْفار، ففي كتاب الله تعالى نجد أن الاستغفار قد رُبط بالبركة في الرزق والسعادة، ويحكي الكاتب أن أحدهم كان يعاني ديونًا ثقيلة لدرجة أنه لو عمل خمسين سنة لما انتهى دَينه، فوصَّاه شيخٌ بأن يستعين بالله ويلزم الاستغفار في الليل والنهار مع الأخذ بالأسباب، فجاء هذا الرجل بعد عامٍ كامل بمظهرٍ أكثر راحة وهدوءًا، ولم يخيِّب الله رجاءه وقد قضى كل ديونه، إذ يحكي أنه كان في طريقه للبحث عن مسكن يستأجره فشهد إتمام صفقة عقارية، وبعدما انتهت تلك الصفقة اتفق الحاضرون على توزيع السعي على من حضر، وكان من نصيبه أن يحصل على ما يزيد على ثلاثة آلاف ريال، وانغمس هو في العمل كسمسار للأراضي وإتمام عمليات البيع، وقد كان التوفيق حليفه حتى سدَّد كل ديونه.
آخر النصائح هنا هي أن تواسي من يحتاج المواساة ولا تتأخَّر، فرسول الله (صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم) قال: “مَنْ عَادَ مَريضًا فَهو فِي خُرفة الجَنَّةِ حَتَّى يَعُودْ”، وكذلك الأمر بالنسبة لمن فقدوا أحبتهم أو ابتلوا فيجب عليك أن توجد بجانبهم ولو بأقل الأوقات وأبسط الكلمات، فالمؤمن حينما يجد من يعزيه ويثُبته يَهُونُ عليه الخَطب والألم، وتذكر دائمًا أن رسول الله (صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّم) قال: “إنَّ عِظَم الجَزاء عَلى عِظَمِ البَلَاء وَإنَّ اللهَ إذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابتَلاهُم”، وهذا نبي الله إبراهيم (عليه الصلاة السلام) لما خرج من أرضه مظلومًا مُضطهدًا، إذ لا مال ولا بنون ولا أصحاب إلا قليل، قال: ﴿ إنَّ مَعِىَ رَبِّى سَيَهْدِينِ﴾، فعوَّضه الله خيرًا من كل هذا بأرضٍ مقدسة وجعل ذريته أطهر ذريةٍ وهي ذُرية النبوة.
الفكرة من كتاب لا تيأس
سلامٌ على كلِّ مؤمنٍ مُبتلى، سواء أكان ابتلاؤه مرضًا أم فقدانًا لأحد الأحبة والأهل، أم كان فراقًا للأب والأم والإخوةِ أم تدهور الحال وتعثُّر المآل، سلامٌ على من يحاول الصمودَ رغم الظُّلمة الغالبة، أتُدرك أن اللهَ يُحبك ولا ينساك، يبتليك ليُقرِّبك إليه من تيه الدنيا الفانية، يُذكِّرك أنه ليس لك سواه يُعيد إليك نعمةً فقدتها ويرزقك بخيرٍ مما فقدت، ولعلك لا تجد في كلمات المواساة هذه إلا أننا جميعنا بلا استثناء نحتاجها من اللحظة إلى الأخرى، لذا أقول لك: لا تيأس.
يحاول هذا الكتاب أن يُعطيك بذورًا ثمارُها النور، ما بين قصصٍ للنجاح بعد التعثُّر، والفرج بعد الضيق، وما بين كلماتٍ تُربت على قارئها.
مؤلف كتاب لا تيأس
أحمد سالم بادويلان، صحفي سعودي عمل في مجلات وصحف عربية، حاصل على شهادة إدارة الأعمال من جامعة أتلانتك بولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، بلغت مؤلفاته نحو 80 كتابًا، ومن أهمها:
موسوعة سين وجيم في الثقافة الإسلامية.
على مسؤوليتي.
خطوة خطوة نحو الهدف.