معتقدات سريرية
معتقدات سريرية
ربما تتعجب من عنوان هذه الفقرة إلا أن معتقداتنا حول النوم والأفكار التي نحدّث بها أنفسنا، والدراسات الخاطئة المضللة مع الأسف تؤثر في كفاءة نومنا وجودته فضلًا عن أنها تؤخره وتزيد من اضطرابات النوم ومن قلقنا بشأنه، وسنحاول هنا أن نتعامل بعقلية من ينعمون بنوم هادئ مريح لنتجاوز هذه الأفكار والمعتقدات مع محاولة تصحيحها.
ماذا يقول لنفسه من ينعم بنوم هانئ حين يأوي إلى فراشه؟ في الحقيقة لا يقول شيئًا، هو يأوي إلى فراشه فقط ويراوده النوم بشكل طبيعي، على النقيض تمامًا نجد من يقول لنفسه ابتداءً: “أنا لن أنعم بنوم جيد الليلة، يبدو أنها ليلة طويلة، ترى هل سأنام 8 ساعات”… إلخ، وبما أننا ذكرنا الـ8 ساعات، فهذه خرافة واعتقاد خطأ ينبغي لنا تصحيحه، فالنوم يُقاس بالجودة وبالكيف لا بالكمّ، لأن الناس يتفاوتون في الكم، فقد تكفيك 5 ساعات نوم فقط وتكون بعدها في قمة نشاطك وقد لا تكفي غيرك! لذا لا ترهق نفسك بكثرة التفكير في معدل النوم، لأنه كما ذكرنا يختلف باختلاف الأشخاص، وكذلك يختلف باختلاف ظروف الشخص الواحد، فقد تمر بالإنسان أزمات تُلجئه إلى نوم طويل، وقد تمر به أحداث تكفيه فيها الساعتان!
وهذا يقودنا إلى اعتقاد آخر خطأ وهو المقارنة، فلا تقارن وضعك الآن بوضع سابق كنت تخلد فيه إلى النوم مباشرة من غير أية عوائق، وكما ذكرنا قد تتغير الظروف، فقد تكبر في السن وكلما كبرت في السن تأثرت جودة نومك ومقداره، فلا تجلب إلى نفسك قلقًا بالتفكير في هذا التصور الخطأ.
وهكذا ستجد أنه كلما صححت توقعاتك وأفكارك تجاه النوم، سهلت عليك مواجهة العوائق وتقبل التغيرات المختلفة، والعمل على تغيير عاداتك الخاطئة المبنية على تصورات خاطئة تجاه النوم، ونصيحة أخيرة: توقف عن التذمر وتكرار قول: “أنا لا أنام”، لأنها أولًا فكرة غير صحيحة، وثانيًا لأنها بالتأكيد ستزيد من قلقك تجاه النوم وهذا ما نحاول تجنبه.
الفكرة من كتاب تصبح على خير يا عقلي.. تخلص من أفكارك المزعجة وانعم بنوم هانئ
يعد النوم حاجة إنسانية ضرورية للقيام بمصالح الحياة، وكثيرًا ما يضطرب الناس لاضطرابات النوم وربما تتوقف حياتهم، تلك الاضطرابات قد يكون الإنسان نفسه هو السبب فيها، وقد تكون لعوامل صحية أو نفسية أو مهنية، أو حتى بسبب التقدم في العمر! وإدراك هذا يقطع نصف الطريق نحو حل تلك المشكلات التي في بعض الأحيان لا تحتاج سوى إلى تصحيح فكرة أو تعديل سلوك، وهذا ما سنحاول تقديمه خلال الفقرات الآتية.
مؤلف كتاب تصبح على خير يا عقلي.. تخلص من أفكارك المزعجة وانعم بنوم هانئ
كولي إي. كارني: تعمل أستاذة مساعدة ومديرة في معمل أمراض النوم والاكتئاب التابع لجامعة ريسون في مدينة تورنتو بكندا، ومن مؤلفاتها:
Insomnia and Anxiety.
Goodnight Mind for Teens: Skills to Help You Quiet Noisy Thoughts and Get the Sleep You Need.
راشيل مانبير: تعمل أستاذة في جامعة ستانفورد، ومديرة لبرنامج علاج الأرق واضطراب النوم السلوكي في مركز ستانفورد لطب وبحوث النوم ومن مؤلفاتها:
Treatment Plans and Interventions for Insomnia.
Cognitive Behavior Therapy for Insomnia in Those with Depression: A Guide for Clinicians.