معايير اختيار شريك الحياة

معايير اختيار شريك الحياة
مع الأسف توجد نسبة كبيرة من الشباب والفتيات المقبلين على الزواج لا يملكون الرؤية الواضحة للإنسان الذي يودون استكمال الحياة معه، ويضعون صفات غير محددة أقرب ما تكون إلى الكلام الإنشائي، مما يسبب لهم حيرة وتخبطًا بالغًا يوصلهم إلى اختيارات خطأ، وربما من كثرة الاختيارات والمحاولات الخطأ يحدث اليأس والاستسلام لقبول أقرب فرصة أيًّا كانت، وقد تكون أقل مناسبة من الفرص السابقة، لتبدأ قصة فشل جديدة، وفي هذا الصدد يوجد معياران مؤثران في عملية الاختيار وأبعادها.

والمعيار الأكثر حضورًا في توصيف الشباب والفتيات لشريك الحياة المرجو هو معيار التدين، من منطلق وصية نبينا محمد ﷺ لاختيار ذي الدين، وهذه الصفة مُعينة على تكوين بيت سعيد محترم، لكنها غالبًا ما تكون من أكثر المناطق رماديةً في مشوار الاختيار، فمضمون الإسلام يظهر معناه في الأقوال والأفعال، لذلك لا يكفي عند تقييم الطرف الآخر الحكمُ على هيئته أو مقدار تحصيله من العلم الشرعي أو حفظه للقرآن الكريم وغير ذلك، وبالتأكيد هي مظاهر خير، لكن الأنفع في مرحلة التعارف والخطبة توجيه النقاشات إلى الجانب العملي في حياة الطرفين، كيف يفكر كل طرف وطريقة تعامله مع الأقارب والأصدقاء، وطريقة التصرف والكلام عن الآخرين في الغضب والرضا، وحتى طريقة الاتفاقات الخاصة بالزواج نفسه، وعليك أيضًا أن تراعي التكافؤ في مقدار التدين بينك وبين شريكك المحتمل، فحتى الفروقات الصغيرة في نمط الحياة قد تؤدي إلى خلافات كثيرة.
أما المعيار الثاني فهو مسألة العمل، فبالنسبة إلى عمل الزوجة، إن كان الشاب لا يوافق على المبدأ نفسه أو كانت الفتاة متمسكة بالعمل، فعليهما توضيح هذه النقطة قبل التعارف الرسمي، ومن المهم تحديد طبيعة العمل وظروفه وآثاره في البيت، وحتى عائده وهل ستشارك الزوجة في مصروفات المنزل أم لا.
أما بالنسبة إلى عمل الزوج، فالفتاة وأهلها يحددون مدى رضاهم عن فلسفة الشاب في العمل، وطبيعة عمله وآثاره في الزوجة والبيت، ومقدار غيابه عن البيت أو حتى حالة اغترابه، وكذلك عائد العمل وكيفية إدارة الأمور المالية.
الفكرة من كتاب حكمة ونصيب: زواج ناجح في مواجهة التحديات
في مجتمعنا الآن تتفشى ظاهرة تجارب الزواج السلبية وارتفاع نسب الطلاق، مع حالة نفور متصاعدة بين الجنسين وعزوف عن الزواج، وإذا نظرت في حال المتزوجين فلن تجدهم بمنأًى عن المشكلات والفشل في تحقيق أهداف الزواج وإن استمر، حتى تتوهم -من كثرة النماذج الفاشلة- أنها هي الأصل وليست الاستثناء!
فهل تظن أن تلك التجارب مجرد سوء حظ عابر، وأنك إن مررت بتجربة مشابهة فستصل إلى نتيجة مختلفة، أم تعتقد أن العيب في الزواج نفسه وبغض النظر عن اختلاف التجربة ستكون النتيجة دائمًا الفشل؟
في هذا الكتاب سنقف على هذين السؤالين، ونعرف أسباب الفشل في التجارب الزوجية، الذي قَسَّمه المؤلف ثلاثة أنواع: فشل كان من الممكن تجنبه من البداية، وفشل متوهم يمكن تجاوزه، وفشل ضروري للنجاح.
مؤلف كتاب حكمة ونصيب: زواج ناجح في مواجهة التحديات
معتز عبد الرحمن: كاتب ومهندس إنشائي مصري، تخرج في كلية الهندسة بجامعة القاهرة عام 2007، وحصل على شهادتي (PMP) و(RMP) في إدارة المشروعات والمخاطر، مهتم بالمجالات الهندسية ومجالات الإدارة والتطوير ودعم الشباب الناشئ عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخارجها، وكتب عشرات المقالات في السنوات الأخيرة في موضوعات متعددة دينية وسياسية واجتماعية، ونُشرت في مواقع إلكترونية مختلفة، مثل: البديل، وقصة الإسلام، ومنبر الشروق، وصفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وبالإضافة إلى ذلك ينشر فيديوهات ثقافية ومعرفية متنوعة على قناته على اليوتيوب.
له أعمال أخرى، عناوينها:
عنبر المديرين.
وقت مستقطع: تأملات قرآنية في واقع مضطرب.
أزمة البخاري.