معاناة وصمود

لقد تعرَّض رسولنا الكريم (صلَّى الله عليه وسلَّم) لأنواع الأذى المختلفة واشتدَّ عليه الاضطهاد والضيق، وعلى الرغم من ذلك فقد كان حريصًا أشدَّ الحرص على الاهتمام برسالةِ الإسلام، وكان يُدرك تمامًا عظم مسؤولية إبلاغ هذه الرسالة رغم كل الآلام والجراح التي كان يُعانيها، فقد كان (صلوات الله وسلامه عليه) يتعرَّض لأشد أنواع الاستهزاء والسخرية والكلام الجارح، وكان يُدرك حقيقة الخطورة التي يُشكِّلها عليه زعماء قريش حتى أنهم كانوا يتحاورون  لقتله، ولم يكن النبي يُفكِّر في سلامة نفسه فقط، بل كان يُفكِّر في سلامة أصحابه الضعفاء المُعرَّضين للخطر في أي وقت، وقد كان حريصًّا أن يستعين بهم ويعتمد على خبراتهم كلًّا بما وهبَه الله، وكانوا هم بدورهم ينصرونه بكل  ما لديهم، فعلى كلِّ مسلم أن يعرف أن الالتزام بمبادئ هذا الدين لا تتجزَّأ، فقد وضَّح النبي (صلَّى الله عليه وسلَّم) أنه لا يقوم بدين الله إلَّا من أحاطه من جميع جوانبه.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وقد ثابر رسول الله (صلَّى الله عليه وسلَّم) هو وصحابته الكِرام على الدعوة، وهذه هي صفات المؤمنين أن لا يجعلوا أنفسهم ضحيَّة لليأس، فالمثابرة هي أساس نجاح الإنسان، لأننا مأمورون بالسعي وراء تحقيق أحلامنا، فكل إنسان مُعرَّض للفشل والنقد، ولكن المؤمن الحق لا يكلُّ ولا يملُّ، فالمتأمِّل في حياة النبي (صلَّى الله وسلَّم) سيعرف أنه كان مثابرًا ومكافحًا لم يسمح للانكسار أن يعتريه، فقد تعرَّض لحزنٍ شديد بعد وفاة زوجته الداعمة خديجة (رضي الله عنها) واستجمع قواه وذهب إلى الطائف مشيًا على قدميه في سبيل نشر الدعوة، وقد اصدم هناك بسخرية الناس ولوحق بالحجارة من السفهاء، ولكنَّه نهض من جديد وانتقل من قبيلة إلى أخرى دون توقُّف، واستمر في مسيرته العظيمة لكي يُثبت لنا جميعًا أن التغيير يحتاج إلى كثير من العمل والصمود، فحتى عندما نتعرَّض للآلام لن يفيدنا أن نجلس لنندب حظوظنا ونُسلِّم أنفسنا للماضي، بل يجب أن ننفض عنَّا غبار الأحزان حتى نكمل طموحنا بإصرار. 

محمد (صلَّى الله عليه وسلَّم)، هو رسولنا وحبيبنا وشفيعنا، والذي مهما قرأنا عن مسيرته وحياته لن يتسنَّى لنا إدراك عِظم أخلاقه وحُسن مبادئه.

إن هذا الكتاب مليء بالطمأنينة، وكيف لا تطمئن يا صديقي ونحن نتحدَّث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟ 

جهاد الترباني: كاتب وشاعر فلسطيني الجنسية، اهتم بالتاريخ الإسلامي وهو صاحب قصائد متنوعة تم إنشادها من عدة منشدين، وقدَّم برنامج “العظماء المائة” على اليوتيوب، وذكَرَ فيه بعض علماء المسلمين الذين غيَّروا تاريخ الأمَّة.

من مؤلفاته: “مائة من عظماء أمَّة الإسلام غيروا مجرى التاريخ”، و”مدرسة الصحابة رضي الله عنهم”، و”لغز آريوس”.