معاناة نيسان
معاناة نيسان
بدأ فريق كارلوس في دراسة أرقام نيسان عن قرب، سواء الوضع المالي أم الميزانية، ولم يأخذ في الاعتبار الأرقام الموجود في المستندات، بل أراد الوصول إلى داخل الشركة ومعرفة الأرقام بنفسه، وبالفعل وجد أن الوضع سيئ بالداخل، فمبيعات نيسان نصف مبيعات نظيرتها تويوتا، كما أنّ مصانعها تعمل بنصف قدراتها، ودينها يتجاوز العشرين مليار دولار، وتصميماتها لم تكن مثيرة، ولم يكن لها غير سيارة وحيدة بين الأكثر مبيعًا في اليابان.
بدأ كارلوس بتحليل الوضع والالتقاء بالأشخاص ولم يكتفِ بالجلوس في المكتب، بل دخل المصانع بنفسه وفحصها وزار الموردين في مختلِف الدول، كما أنه سمع منهم ما يرون أنه ينبغي فعله وما هو صحيح من وجهة نظرهم والأخطاء التي يرونها والاقتراحات التي يمكن أن تجعل الأمور أفضل، كان في أول فتراته -قبل وضع خططه- يحاول تحليل الوضع والإصغاء وسماع كل شخص، مع جمع كل المستندات الممكنة التي تقيم الوضع، وبعد كل هذا كون كارلوس نظرته وصورته الخاصة عن الشركة.
تبين لكارلوس أن نيسان كانت تعاني، فقد كانت مفككة متقلبة مرتبكة، تسير الأمور في اتجاهات مختلفة دون إحكام أي اتجاه، وليست لديها أي رؤية أو استراتيجية أو تحديد للأولويات، ولا يوجد أي قياس للحال التي عليها الشركة إذ فقدت حسها بالوقت، والسبب الجذري لكل تلك المشكلات هو فوضى الإدارة، إذ إنها لم تسعَ وراء جني الأرباح ولا تدرك نتائج الشركة ولا تهتم بالأرقام كافة، كانت الشركة تسير دون معرفة ما إذا كانت تحقق الأرباح أم تخسر! بالإضافة إلى أنها لم تهتم بالزبون أو التخطيط الكافي للمنتج بحيث تأخذ في الاعتبار ما يريده العميل والسوق.
الفكرة من كتاب التحول: النهوض التاريخي لشركة نيسان
مع نهاية القرن الفائت ختمت شركة نيسان -عملاقة صناعة السيارات اليابانية- دفاترها بخسارات كبيرة، لم تكن خسارات في الربح فقط، بل تراكمت عليها ديون كثيرة، وزاد من وقع هذه المشكلات على الشركة الفقاعةُ الكبيرة التي انفجرت في سوق البورصة اليابانية، وأصبح في النظام المالي الياباني خلل كبير، وسبب ذلك أزمة في نمو الأسواق اليابانية ومن ثم نمو شركة نيسان.
يأخذنا هذا الكتاب للاطلاع على التحالف المشهور الذي حدث بين شركتي نيسان ورينو في نهاية القرن الفائت وبداية القرن الحالي، ويشرح لنا التحول الذي حصل على يد كارلوس غُصن في الشركة التي كانت تتكبد الخسائر لتكون في عام ٢٠٠٤ الشركة الأكثر ربحًا في العالم.
مؤلف كتاب التحول: النهوض التاريخي لشركة نيسان
كارلوس غُصن: عمل في ميشلين وفي سن صغيرة أصبح مديرًا لأحد مصانعها، بعد ذلك أصبح مديرًا تنفيذيًّا ورئيس مجلس إدارة لكل من شركة نيسان ورينو، كما أنه كان المدير العام للشراكة الشهيرة بين الشركتين، هو من أصول لبنانية وولد في البرازيل وتعلم في لبنان وتلقى تعليمه العالي في فرنسا في المجال الهندسي.
من مؤلفاته:
معًا إلى الأبد.
ساعة الحقيقة.
فيليب رياس: صحفي، ومراسل سابق في وكالة الأنباء الفرنسية “فرانس برس” في اليابان، شارك مع كارلوس غُصن في تأليف “ساعة الحقيقة”.