معالم التميُّز في ترتيب المعارف
معالم التميُّز في ترتيب المعارف
المعارف رتب ودرجات والعملية المعرفية عملية تراتبية تراكمية تشكل عقول النخب وتصقلها صقلًا متماسكًا،فالعملية المعرفية المنظمة عامل من عوامل تميز النخب في كل أمة من الأمم، وإذا ما أردنا التعرف على الأمور التي قد تؤدي إلى تميز النخب في هذا الجيل علينا تحديد المنطلقات ورسم الملامح العامة، ويمكننا تحديد هذه الملامح في رباعية العلم والعمل والفكر والدعوة، فتلك أربعة كاملة تصنع العقول وتوجِّه الألباب، يشكِّل العلم فيها المادة الخام التي تشتغل عليها كل آليات التفكير والعبادة والدعوة والإصلاح فيما بعد، يتموقع العلم منها موقع حجر الأساس للبناء المعرفي المتكامل مشكِّلًا أساس البنيان وعماده، وتأتي العبادة ثانيًا قائمة بدورها الحركي التربوي رافعةً لواء التزكية للعلم وحامله، وبخاصةٍ في زمان تعظم فيه الشهوات وتُقدَّس فيه وسائل الترفيه والتسلية ويتفشَّى فيه الكسل والخمول فيصير العمل لهذه العلوم بمثابة مناطق اشتغال وحركة.
ولا يمكن لهذا أن يتحقَّق إلا بترتيب الخطى أولًا، وبتحديد آليَّات التفكير المستقيم ثانيًا و وبالمنهجيات الواضحة التي تؤسِّس لقيمة البرهان والدليل وتقوم على الاستناد إليه والانطلاق منه والعودة إليه مبتعدةً عن التقليد الأعمى والتبعية المجردة، فتخلق في ظل هذه الأجواء حالة معرفية عامة يحترم فيها العلم وتُقدَّر فيها الجهود والمبادرات، وتسمو في كنفها المراجعات المجدية والانتقاد البنَّاء، فترتقي بدورها الدعوات والأطروحات ويرتفع سقف الطموحات العلمية وتنظم المعارف وتضبط بناها.
الفكرة من كتاب إلى الجيل الصاعد
يقول الأستاذ أحمد السيد في مقدمة كتابه هذا إن السبب الذي دفعه إلى تأليف كتاب “إلى الجيل الصاعد” رسالة بلغته من بين آلاف الرسائل الواردة أثارت حفيظته وأشعلت في داخله فتيل القلق حيال هذا الجيل وما يعانيه من تبعثر حقيقي وشتات وضبابية في الرؤية، مُؤكِدًا أن الانخراط في العمل الشبابي والاقتراب منهم على أرض الواقع زاد من قناعته بأهمية هذا الموضوع وحساسيته وخصوصيته البالغة،فجاء هذا الكتاب بمثابة محاولة للكشف عن مشكلات الجيل ومبادرة لطرح رؤية منهجية معينة على رسم خريطة طريق واضحة المعالم تساعدهم على الثبات والبلوغ.
مؤلف كتاب إلى الجيل الصاعد
أحمد السيد كاتب وداعيةإسلامي، نشأ في المدينة المنورة وتلقَّى العلم الشرعي فيها على صغره حتى أنه حفظ القرآن الكريم وبعض المتون العلمية وهو لم يتجاوز المرحلة المتوسطة بعد، وحفظ في المرحلة الثانوية صحيح البخاري ومسلم وزيادات الكتب الثمانية لينتقل بعدها إلى الدراسة الجامعية في القصيم بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وكان له حضور مكثَّف في القصيم لمجالس العلم عند عدد كبير من المشايخ والعلماء.
اهتم بعلم الحديث والقضايا الفكرية اهتمامًا خاصًّا، وله في هذا المجال مؤلفات عدة وبرامج ومبادرات كثيرة.
ومن أهم مؤلفاته:
سابغات.
كامل الصورة.
تثبيت حجية السنة ونقض أصول المنكرين.
محاسن الإسلام.