مطبات المنهج
مطبات المنهج
بالارتقاء بمستوى الوعي وتعزيز النفس نكون انتهينا من المرحلة الأولى للمنهجية، ولكن هناك بعض المطبات التي قد تواجهنا لذا وجب التنويه عنها، وتنقسم هذه المطبات إلى مطبات الرحلة ومطبات البشر، ومن أبرز المطبات التي نواجهها في أثناء الرحلة القلق، والقلق نوعان، نوع حاد وحديث ونوع آخر مزمن، القلق الحاد يأتي بسبب مشكلة حديثة لذا أمره هين، لكن القلق المزمن يُعد مشكلة، فهو غير معلوم السبب، فنظن أننا نقلق بسبب حدث معين، لكن القلق لا يزول بمرور الحدث، فما السبب إذًا!
هناك مصادر عدة للقلق، منها النظر إلى أحداث الحياة وقرارتها نظرة مصيرية، وعدم النظر إلى المواقف بواقعية، بالإضافة إلى الخوف من أن نخذل والدينا ومعلمينا، وهذا المصدر مرتبط بمصدر آخر وهو الشعور بالمسؤولية تجاه شعور الآخرين بالتعاسة، ومن المصادر الأخرى تصديق الحاسة السادسة التي تكون نتاج مخاوفنا من الأساس، بالإضافة إلى التطرق للمقارنات، وربط السعادة واستقرارنا الداخلي بالأحداث الخارجية، الخوف أيضًا يُولد القلق سواء أكان خوفًا من زوال النعمة أم خوفًا من عدم الوصول أم خوفًا من الموت، كل هذه المسببات هي أفكار سلبية في عقولنا، وينتج عنها شعور وأفعال، لذا للتغلب على القلق لا بد من تغيير الأفكار إلى أفكار إيجابية..
وعدم الاعتماد عليه لإنجاز المهام، حتى لا يتسبب غيابه في التسويف الذي يُعد مطبًّا آخر من مطبات الرحلة، ومن أبرز أسبابه التفكير الزائد في النتائج وعدم البحث عن المتعة في الرحلة التي سنمضيها للوصول إلى تلك النتائج، أو تحول الرغبة إلى فرض، كذلك الخوف من التقدم خشية الفشل أو فقد صورتنا المثالية التي رسمناها لأنفسنا، هناك أيضًا من ينتظر الفرص بدلًا من البحث عنها ويتردد خوفًا من حتمية النتائج، وللتخلص من التسويف ينبغي أن نبدأ العمل فورًا، وألا ننتظر لحظة الحماس للعمل بالجودة المعتادة، فعلى العكس.. الجهد يسبق الحماس والإتقان.
هناك مطبات أخرى نواجهها إلى جانب القلق والتسويف، كالإرهاق النفسي الناتج عنهما، ومشاعر الإحباط والخوف، ولحظات التشتت والضياع، بالإضافة إلى الشعور بالوحدة وعدم الانتماء الذي يستولي علينا عند الانضمام لبيئة جديدة مختلفة.
الفكرة من كتاب المنهج الذي لا يُُدرس
قلق مزمن، وتوتر، وخوف من المستقبل، وتشتت، وضياع، وصراعات يومية سواء مع النفس أو مع الغير، أصبح هذا هو الوضع السائد في عصرنا الحالي، نجتهد في الدراسة، ونستيقظ مبكرًا، ونضع جداول وخططًا بهدف تنظيم الوقت، ونتأهب لقهر أعدائنا، ونتخرج ونعمل باجتهاد، ونستغني عن ساعات الراحة والأوقات الممتعة التي نقضيها مع الأهل أو الأصدقاء بهدف الوصول إلى حالة من الاستقرار والرضا في المستقبل، لكن لا نُدرك أن هذا الاستقرار لا يتحقق بالوصول إلى الأهداف أو بالحصول على الاعتراف من الآخرين،
فالاستقرار يبدأ من الداخل عن طريق زيادة درجة الوعي والشعور بالقيمة الذاتية العالية التي بدورها تحرر العقول لتُبدع، وهذا هو هدف الكتاب، لكن انتبه.. لن تجد هنا خطوات مباشرة للوصول إلى الاستقرار، بل سنعرف معًا معوقات الوصول إلى الاستقرار الداخلي، ومن ثم سنصبح قادرين على تكوين المنهجية الخاصة بنا.
مؤلف كتاب المنهج الذي لا يُُدرس
خولة فؤاد على: طبيبة بحرينية، استشارية في أمراض الغدد الصماء والسكري والسمنة، وأستاذة مساعدة بالكلية الملكية للجراحين بأيرلندا – جامعة البحرين الطبية، تخرجت في مستشفى وايل كورنيل بنيويورك، ومستشفى كليفلاند كلينك بالولايات المتحدة الأمريكية، ويتابعها أكثر من ٢٠٠ ألف متابع، وشاهد محتواها ما يزيد على مليون شخص من مختلف الدول العربية والعالمية، فهي تُعد من رواد التثقيف الطبي والحياتي في وسائل التواصل الاجتماعي.