مضمون التربية
مضمون التربية
من الضروري أن ندرك الأسس والمعايير التي ستقوم عليها التربية، فهي في البداية عملية هادفة وواعية، وبالتالي فهي تحتاج إلى المضمون المليء بالمهارات الجيِّدة والمسائل البنَّاءة، لكي يتحرَّك الفرد نحو جميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والأخلاقية والدينية وغيرها، والنمط الفكري لدين الإسلام يحثُّنا على أنظمة تربوية تشمل الخصائص الجسدية والنفسية والذهنية والعاطفية للشخص، فطبيعة الأعضاء مثلًا في جسم الرجل والمرأة كلها تدل على تحمُّل أشياء معيَّنة، والرجال هم المسؤولون عن تأمين المعيشة للمرأة التي بدورها تحمل غريزة الأمومة، ويتطلَّب منها أن تكون عطوفة وواعية، فهي نظيرة الرجل في السعي والإدراك وليست مسلوبة الإرادة.
وكما نراعي الجنس فإننا نراعي العمر لأن إدراك الإنسان يختلف بناء على عمره، ولكل مرحلة مستلزمات معينة من التربية والتعليم، كما نراعي أن يكون المضمون مناسبًا لحاجة المجتمع، ومناسبًا للزمان الذي يقدَّم فيه.
ومصادر ومعايير المضمون تأتي من جهات عدة مثل التراث وابتكارات الأجيال السابقة، وكذلك التجارب المعاصرة، والفكر العام والقضايا اليومية، والمصادر الدينية من مؤلفات وكتب وتسجيلات وغيرها تعقِّل الإنسان في أمور الحلال والحرام.
فنحن بحاجة إلى تربية جيل واعٍ ومتحمِّس نحو الفكر السديد، ولذا لا بد من استخدام الأساليب التي تجدي نفعًا، فأسلوب النقل الجيِّد للطفل عامل مهم للغاية، حيث يتم نقل العلوم والمعارف بأنماط معينة إما بصورة نمط فردي مثل الدرس الخصوصي، وهذا نمط متعب للمعلم، كما أنه ليس بكفاءة عالية، والنمط الثاني هو التعليم عن طريق التلاميذ بعضهم ببعض، وهو بحاجة إلى الانضباط والمساحة الواسعة، وله مميزات عديدة، وأخيرًا نمط التعليم عن طريق المجموعات، وهو إعطاء المعلم درسًا لكل مجموعة، بينما تكون الأخرى مشغولة بأداء تكليف ما، وبهذا يتم استغلال الوقت بصورة أفضل، وتزيد استفادة الضعيف من القوي، ويكون الطلاب في حالة مستمرة من العمل والسعي.
الفكرة من كتاب أسس التربية
التربية هي أداة لتوجيه الإنسان ومساعدته لإصلاح حياته، كي يتعايش ويندمج بالشكل السليم مع المجتمع، وهي مرتبطة بالسياسة والاقتصاد والحضارة وغيرها، والآن.. للأسف فقدنا مقوِّمات التربية الصحيحة بعض الشيء، فكيف السبيل لإدراك هذا التقصير؟ هذا ما سيتضح لنا في الكتاب.
مؤلف كتاب أسس التربية
علي القائمي: كاتب إيراني مهتم بمجال التربية السوية ومجالات علم النفس، وله العديد من المؤلفات الرائعة فيما يخصُّ الاضطرابات النفسية وتنمية المشاعر الداخلية الصحية لدى الأطفال والشباب.
من مؤلفاته: “الوسواس والهواجس النفسيَّة”، و”دُنيا الفتيات المراهقات“، و”تربية الطفل.. دينيًّا وأخلاقيًّا”.