مصطلح ولاية الفقيه
مصطلح ولاية الفقيه
تعدُّ ولاية الفقيه في إيرن هي الإصدار الشيعي الاثنى عشري لنموذج الدولة الدينية الذي كان سائدًا في أوروبا إبان العصور الوسطى، ولكن لهذا المصطلح قصة ينبغي الوقوف عليها حيث كان بمثابة حل لمعضلة كبيرة كادت أن تودي بالمذهب الشيعي برمَّته إلى غياهب التاريخ، فالفكرة الشيعية تقوم في أساسها على عقيدة الإمام المعصوم المتصرف الحائز لكل السلطات، فهو ظل الله في أرضه وطاعته واجبة، وظلت الإمامة تنتقل عبر نسل الإمام علي (كرم الله وجهه) خلال اثني عشر إمامًا كان آخرهم محمد بن الحسن الملقب بالمهدي الذي تقول الأسطورة الشيعية إنه دخل سردابًا ولم يخرج منه منذ زمن طويل.
من هنا كانت هناك مشكلة مستعصية عن الحل، وهي إذا كان الإمام في السرداب ولا يخرج فمن سيعمل على إدارة شؤون العباد؟ فكانت بذلك فكرة ولاية الفقيه، حيث ينوب هذا الولي الفقيه عن الإمام الغائب في قيادة الأمة وإدارة شؤونها والقيام بمهام الحكومة الإسلامية وإقامة حكم اللَّه على الأرض، فهو الواسطة بين الإمام المعصوم في سردابه وبين أتباعه، يتلقى من الإمام تعليماته وأوامره ليتولى تبليغها إلى العامة.
ومع غيبة هذا الإمام المعصوم التي امتدَّت قرونًا اكتسبت ولاية الفقيه بُعدًا عقائديًّا لدى الفكر الشيعي، وتقمَّص هذا الفقيه قميص الإمام المعصوم بما يعيد للأذهان سلطة الكنيسة لدى عصور الظلام الأوروبية، فمن يعترض على ولاية الفقيه يتم تصويره بأنه معترض على حكم الله، وتعد معاقبته من قبيل القربات التي يتقرَّب بها العامة إلى نيل رضا الله (عز وجل).
الفكرة من كتاب معركة المصطلحات بين الغرب والإسلام
مع تنامي ظاهرة الجدل والصدام الثقافي وقضايا الاستشراق والغزو الفكري بين المعسكرين الغربي والإسلامي، تأتي أهمية هذا الكتاب في طرحه العديد من المصطلحات التي تمثل في جوهرها قضايا شائكة وأسئلة محيرة للمجتمعين العربي والغربي على السواء، وقد تعدَّدت تلك الإشكاليات من قضايا سياسية إلى اجتماعية وعقدية، مما يضفي على الكتاب لونًا من المنهج الثقافي المقارن لتقريب وجهات النظر وتصحيح المفاهيم الخاطئة.
مؤلف كتاب معركة المصطلحات بين الغرب والإسلام
محمد عمارة مصطفى عمارة: كاتب ومفكر إسلامي مصري، ولد في 8 ديسمبر 1931 بمحافظة كفر الشيخ، وحصل على الليسانس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية 1965م من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، ثم حصل على الماجستير والدكتوراه في الفلسفة الإسلامية من الكلية نفسها، شغل عضوية كلٍّ من مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، وهيئة كبار علماء الأزهر، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر، كما كان رئيس تحرير مجلة “الأزهر” حتى 16 يونيو 2015، توفي في مساء يوم الجمعة 28 فبراير عام 2020.
ألَّف محمد عمارة ما مجموعه 147 كتابًا، منها تحقيق 13 عملًا كبيرًا ابتداءً من الأعمال الكاملة لرفاعة الطهطاوي، وانتهاءً بكتاب “السنة والبدعة” للشيخ محمد الخضر حسين، كما ألَّف خمسة كتب بالاشتراك مع آخرين، ومن أبرز مؤلفاته الأخرى:
التراث والمستقبل.
الغرب والإسلام.
الحركات الإسلامية: رؤية نقدية.