مصطلح الأصولية
مصطلح الأصولية
نشأت الأصولية في القرن التاسع عشر كحركة بروتستانتية في كنف أوروبا، وأهم ما ميَّز تلك الطائفة هو الجمود الفكري والتوقف عند حرفية النص المقدس للإنجيل، ونتيجة لهذا الفكر الرجعي نشأت عندهم تصوُّرات وعقائد مثَّلت في مجملها عداءً للبشرية، وكانت مرتعًا خصبًا للعديد من الأفكار الهمجية التي تلقفتها الحركات المسيحية المتطرفة، وبهذا انسحب هذا المصطلح في العقل الجمعي على كل مستمسك بحرفية النص المقدس أو متوقف عند ظاهره لا يجاوزه قيد أنملة حتى لو أوجب ذلك التصادم مع البشرية أجمع وتهديد أركان السلم العالمي.
أما في الجهة المقابلة من الإسلام فنجد أن مصطلح الأصولية بهذا الفكر الغربي ليس له أصل في الشريعة الإسلامية، ولكن إذا تجاوزنا الألفاظ إلى دلائل المعاني فليس في المذاهب التي يمكن أن نصفها بالإسلامية مِن قائل بحرفية النص والتوقف عنده، اللهم إلا بعض الجماعات المتطرفة التي لا يخلو منها أي اعتقاد أو ملة، فإذا كان التأويل هو صرف اللفظ عن معناه الأصلي إلى معنى آخر بسبب وجود قرينة أو علة، فعلماء الإسلام قاطبةً يقولون بالتأويل على هذا المعنى، وإن اختلفوا فيما بينهم من حيث كثرة استعماله، تبعًا لاختلاف مدارك الفكر والنظر وتغير المصالح والمفاسد إضافة إلى اختلاف كثرة المتاح من الأدلة والآثار والقرائن في عصر عن آخر، فكلٌّ من الشرع ملتمس إما غرفًا من البحر وإما رشفًا من اليم، ولكن لا يعني ذلك أن التمسك بالأصول والثوابت العقدية يعد من قبيل الأصولية، فلكل أمة من الأمم ثوابتها التي تحدد هويتها المستقلة، ولا تتنازل عنها وإلا ذابت في غيرها من الأمم بفعل هجمات الغزو الفكري.
الفكرة من كتاب معركة المصطلحات بين الغرب والإسلام
مع تنامي ظاهرة الجدل والصدام الثقافي وقضايا الاستشراق والغزو الفكري بين المعسكرين الغربي والإسلامي، تأتي أهمية هذا الكتاب في طرحه العديد من المصطلحات التي تمثل في جوهرها قضايا شائكة وأسئلة محيرة للمجتمعين العربي والغربي على السواء، وقد تعدَّدت تلك الإشكاليات من قضايا سياسية إلى اجتماعية وعقدية، مما يضفي على الكتاب لونًا من المنهج الثقافي المقارن لتقريب وجهات النظر وتصحيح المفاهيم الخاطئة.
مؤلف كتاب معركة المصطلحات بين الغرب والإسلام
محمد عمارة مصطفى عمارة: كاتب ومفكر إسلامي مصري، ولد في 8 ديسمبر 1931 بمحافظة كفر الشيخ، وحصل على الليسانس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية 1965م من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، ثم حصل على الماجستير والدكتوراه في الفلسفة الإسلامية من الكلية نفسها، شغل عضوية كلٍّ من مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، وهيئة كبار علماء الأزهر، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر، كما كان رئيس تحرير مجلة “الأزهر” حتى 16 يونيو 2015، توفي في مساء يوم الجمعة 28 فبراير عام 2020.
ألَّف محمد عمارة ما مجموعه 147 كتابًا، منها تحقيق 13 عملًا كبيرًا ابتداءً من الأعمال الكاملة لرفاعة الطهطاوي، وانتهاءً بكتاب “السنة والبدعة” للشيخ محمد الخضر حسين، كما ألَّف خمسة كتب بالاشتراك مع آخرين، ومن أبرز مؤلفاته الأخرى:
التراث والمستقبل.
الغرب والإسلام.
الحركات الإسلامية: رؤية نقدية.