مصادر التميز الاستراتيجي في المنافسة الاقتصادية

في وقتٍ من الأوقات كانت الدول التي تمتلك الموارد الطبيعية أو الدول التي تمتلك رأس المال تصبح أكثر ثراءً، ولكن في القرن الماضي بدأت بعض العوامل الأخرى تصبح أكثر أهمية في تحقيق التنمية الاقتصادية، فاليابان لا تمتلك الموارد الطبيعية إلا أنها من أغنى دول العالم، والأرجنتين رغم أنها تمتلك الموارد الطبيعية فإنها لا تصنَّف دولةً غنية، ومع وجود الشركات المتعددة الجنسيات التي تأتي من الخارج وتجلب معها رأس المال الذي تمتلكه إلى الدول التي تستثمر فيها، ومع سهولة انتقال الأموال بين الدول وبعضها أصبحَ امتلاكُ رأسِ المال أقلّ أهمية في المعادلة التنافسية.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

فما أهم المزايا التنافسية الاقتصادية في القرن الحادي والعشرين؟ يمثل امتلاك التكنولوجيا والمهارات أهم المزايا الرئيسة في المنافسة الاقتصادية، وكلا العنصرين يعتمدان على العنصر البشري، إذ يعتمد التطور التكنولوجي على المقدرة العقلية للعنصر البشري، كما تحتاج التكنولوجيا إلى أيدٍ عاملة ماهرة قادرةٍ على التعامل معها بفاعلية، وبينما كان الفائزون الاقتصاديون في القرن العشرين هم من كانت لديهم المقدرة على اختراع منتجات جديدة، فإن الفائزين الاقتصاديين في بداية القرن الحادي والعشرين هم من لديهم المقدرة على اختراع نظم عمليات جديدة، فقد استطاعت المؤسسات اليابانية اختراق الأسواق الأمريكية والتغلب على المنتجات الأصيلة والسيطرة على الجزء الأكبر من حصة السوق، بسبب قدرتها على توفير منتجاتٍ بكفاءةٍ مقاربةٍ للمنتجات الأمريكية بأسعارٍ أقل، وبسبب الأيدي العاملة الماهرة التي تمتلكها.

وبينما يمثل امتلاك التكنولوجيا والمهارات إحدى المزايا التنافسية للدول التي تتبع النظام الرأسمالي المجتمعي كاليابان، فإنها تمثل إحدى نقاط الضعف للدول التي تتبع النظام الرأسمالي الفردي كالولايات المتحدة الأمريكية، بسبب عدم قدرة الأيدي العاملة على مواكبة التغيرات التقنية نتيجة ضعف الاستثمار في تدريب الأيدي العاملة وتنمية مهاراتها.

بينما يشكل الصراع على القمة أحد المحاور المركزية لفهم الاقتصاد العالمي، تقف كثير من دول العالم الأخرى في موقع المشاهد لما يحدث دون أي تأثير يذكر من جانبها، وباستثناء بعض الدول القليلة التي استطاعت تحقيق التنمية الاقتصادية كسنغافورة وتايوان، فإن كثيرًا من دول العالم تعاني القيود التي تجعل تحقيق النمو الاقتصادي أمرًا صعب المنال، وتمثل دراسة اقتصاديات دول العالم الكبرى وكيف استطاعت تحقيق النمو الاقتصادي إحدى الوسائل الهامة المساعدة في تحقيق النمو الاقتصادي في الدول الفقيرة، ويتضمن محتوى هذا الكتاب أهم الأسس الرئيسة للنظم الاقتصادية التي تقوم عليها دول العالم التي تتنافس على القيادة الاقتصادية للعالم في القرن الحادي والعشرين، بالإضافة إلى التحديات التي واجهتها هذه الدول في طريقها لتحقيق النمو الاقتصادي.

لِستر ثارو : خبير اقتصادي شهير، عمل أستاذًا لمادة الاقتصاد في إحدى المدارس التابعة لمعهد ماساتشوستس، وكان من أبرز أعضاء الهيئة التي تعد تقارير لجنة البنوك والعملات بمجلس النواب الأمريكي، أصبح كتابه “الصراع على القمة” أكثر الكتب مبيعًا في الولايات المتحدة في الوقت الذي نشر فيه، له عديد من المؤلفات الاقتصادية الهامة الأخرى من أهمها:

The zero-sum society.
Economics explained.
معلومات عن المترجم:
أحمد فؤاد بلبع: له عديد من الترجمات الحافلة خصوصًا في الشؤون الاقتصادية والسياسية، عمل مترجمًا ومراجعًا في مقر الأمم المتحدة ومكاتبها المختلفة في دول العالم الأخرى مثل روما وجنيف، من المؤلفات التي نقلها إلى العربية:

تاريخ الفكر الاقتصادي: الماضي صورة الحاضر. 
العالم الثالث وتحديات البقاء.