مصابيحُ الصّينِ والهِند
مصابيحُ الصّينِ والهِند
على إثر المُشكلات الأخلاقيّة التي تسبب فيها النفط، نُشرَ كِتابٌ يروي قصّة دراميّة عن الخيانة في عالم الشركات بعنوان “زيتٌ من أجل مصابيح الصين”، وهذا الكِتاب أثرٌ للقناعة العميقة في نفوس الأمريكيّين تجاه الصينيّين بأنهم قومٌ خَطِرونَ مُتخلِّفون، وقنع الصينيون بأنّ الأمريكيّين برابرة، إلّا أن الصين غيرت مسارها الانعزاليّ المُعتمد في أصله على الاكتفاء بالزراعة، بعد اكتشاف النِّفط تحت سهول مدينة منْشُورْيا، وتسارع نموّ الدولة الاقتصاديّ إلى حدٍّ وصل إلى عدم كفاية النفط الموجود لمُجاراة وتيرة النمو السريعة تِلك، حتى صارت الصين مستوردًا صافيًا للنفط، هذا الحدث جعل النمو يتسارع أكثر فأكثر، والبحثُ المحموم عن النفط أشبهُ باللهثِ خلفَ شربةٍ مِن الماء بعد طولِ ظمأ، هذا اللهث كان من شأنهِ التأثير في الإمدادات النفطيّة العالميّة،
وفي البيئة والسياسة والاقتصاد، وصارت الصين منذ وقتها لاعبًا نفطيًّا أساسيًّا، غير أنّ التنافس النفطيّ مع الولايات المُتحدة جعل الصين تتعاون معها، دفعًا نحو مزيد من النموّ، وتجنبًا لكثيرٍ من الصراعات، وقد حدث في الهند أمرٌ شبيه لما حدث في الصين، إذ شهد اقتصاد الهند نموًّا سريعًا ما تسبب في ارتفاع الطلب على النفط لأجل مواكبة النمو الاقتصاديّ السريع، وبحلول عام 2007م أصبحت الهند خامس أكبر مُستهلكٍ للنفط على مُستوى العالم، لكن تمثلت نقطة ضعف الهند في عجزها عن مجاراة التطوّر التكنولوجي الحاصِل في الصين، وعلى الرغم من قوة القطاع الخدميّ لديها فإنها عانت من ضعفٍ في القطاع الصناعيّ، والبنية التحتية لديها،
وقد أشارت التوقعات إلى إمكانية حصول الهند على 90% من احتياجاتها النفطيّة التي ستُسهم بشكلٍ كبير في تقوية القطاع الصناعيّ بحلول عام 2030م، ولقد واجهت الصين والهند انتقادات عِدة لِغياب الوعي البيئيّ لديهما، إلّا أنه في نظرة حِياديّة إلى الماضي، فقد عانت القوى النفطية الكبرى وأبرزها الولايات المُتحدة غياب الوعي البيئيّ، بالإضافة إلى احتياج الصين والهند الشديد إلى إطعام عدد أكبر مما في الولايات المُتحدة، ما يجعل عُذر هاتين الدولتين موجودًا.
الفكرة من كتاب سُلطة النِّفط والتحوّل في ميزان القوى العالميّة
لقد بدأت قِصّتنا مُنذ ملايين السنين في باطِن الأرض، حين بدأت سُنن الله في كونهِ بالمُثول، وأثرت العمليات الجيولوجيّة في الحفريات، حينها تشكلت مادّةٌ تصارعت عليها الدُّوَلُ والأمم، وأثرت في العالم الاقتصادي بشكلٍ بالِغ، حتى أصبحت جميع الدول باختلاف أحوالها الاجتماعية والاقتصاديّة رهينةً لديها، هذا الكِتاب تسطيرٌ للإجابة عن سؤال “كيف وصلنا إلى هُنا؟ وكيفّ أثَّرَ النفط في الاقتصاد العالميّ؟”.
مؤلف كتاب سُلطة النِّفط والتحوّل في ميزان القوى العالميّة
روبرت سليتر : مؤلّف بريطانيّ، تخرّج في جامعة بنسلفانيا وحصل منها على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسيّة والاقتصاد، وحصل من جامعة لندن على شهادة الماجستير في العلاقات الدوليّة، عمِلَ لدى وكالة الأنباء الأمريكيّة يونايتد برس، ومجلّة تايم الأمريكيّة.
ومن أبرز مؤلفاته:
Soros: The Unauthorized Biography, the Life, Times and Trading Secrets of the World’s Greatest Investor.
Jack Welch & the G.E. Way: Management Insights and Leadership Secrets of the Legendary CEO.
29 Leadership Secrets from Jack Welch.
معلومات عن المُترجم:
مُحمّد فتحِي خِضر: مُترجم، ومُراجِعٌ لغويّ مصريّ، تخرّج في كلية التربية قسم اللغة الإنجليزيّة عام 1999م، وعمل مع عديد من المؤسسات العربيّة منها: مكتبة جرير، والمركز القومي للترجمة، ومجموعة النيل، وله من الكُتب المُترجمة، مثل: “العادات الذرية”، و”بهجة الحياة البسيطة”، و”ماكينة الأفكار”، و”أخلاقيّات الرأسماليّة”، و”الحرب الباردة”.