مشكلة فهم الحياة
مشكلة فهم الحياة
إنَّ العالمَ هو نحن، وأيّ تغيير بسيط في شخصٍ واحدٍ من هذا العالم قد يُحدث تأثيرًا لا يمكن الاستهانة به، ومن المعلوم أننا تعلمنا في المدرسة والجامعة علومًا كي نرتزق، لكننا لم نتعلم فن الحياة التي يجب أن نتعلمها بمفردنا، فمنا من يواجه مشكلاته بالتهرّب من خلال العقاقير والترفيه ولا يقوم بحلها، وبذلك فهو لا يتحرك ويظل مكانه حتى آخر لحظاته، ومن هنا تكمن أهمية فهم الذات.
إذًا من المهم أن نفهمَ الطّريقة التي تعمل بها أذهاننا حتى نستطيع التعامل مع مشكلات الحياة المعقدة، وكي يتم ذلك فيجب أن نفهم أن الذهن هو أداة المرء للتفكير والعمل، وهو ينقسم إلى الوعي واللا وعي، وقد ارتبط هذان القسمان بقرون عاشها البشر من الثقافة والمؤثرات الاجتماعية والاقتصادية والأفكار والمعتقدات والخبرات، ومن هنا يخرج المرء إلى الحياة بهذه التشكيلة الذهنية ليواجهها، لكن المشكلة أن كل هذه الأمور ظلت ثابتة في حين أن الحياة متغيرة.
كما أن الذهن يرتبط بالذات، والذات هي مجموع وخلاصة التجارب وذاكرة اللا وعي والنية الداخلية للمرء ورغبته في أن يكون ما يريد، ويجب إدراك أنها قد تنعدم في بعض الناس، ومن أصعب الأمور على المرء أن يفهم ذاته ويعيها، ولا يتم فهم الذات بالضرورة عبر الانعزال والاعتكاف، بل يتم أيضًا عندما ينهمك الإنسان في غمرة العمل والمجتمع ليراقب ردود أفعاله وقرارته، فيُدرك أنه بالطبع هناك علاقة بين ذاته وبين البؤس، وأن ذلك البؤس لم يُوجد من تلقاء نفسه وإنما اختلقناه نحن حينما كنا فوضويين مع أنفسنا مُهملين حياتنا ومشاعرنا وأعمالنا اليومية.
الفكرة من كتاب ماذا أنت فاعل بحياتك؟
إننا نعيش هذه الحياة بكامل لحظاتها المتنوعة بين السعادة والبؤس، والأمان والخوف، والسلام والحروب، فنرى أن البؤس منتشرٌ أكثر، والقلق هو آفة العصر بأكمله نتيجة لنظام عالمي جعل الإنسان قلقًا بشأن كل شيء تقريبًا، ماضيه وحاضره وبشكل خاص مستقبله، لكن ما الحل إذًا؟ هل يكمن في محاولة فهم الحياة أم تقبلها كما هي؟
في الحقيقة، قد تصعب الإجابة على ذلك السؤال، لكن قد نصل إلى أننا البشر قد تفننا في اختلاق مهارب عديدة من مآسينا، ثم غرقنا في فخ المقارنات ومحاولة السيطرة على كل شيء تقريبًا، وهذا ما جعل الكاتب يتوصل إلى حلٍّ ما، حل مرتبط للغاية بفهم الذات.. فكيف يكون ذلك؟
مؤلف كتاب ماذا أنت فاعل بحياتك؟
جدو كريشنامورتي (1895- 1986)، فيلسوف وكاتب هندي، هدف في كتاباته ومحاضراته إلى البحث في العقل والعلاقات والمجتمع، وارتباط التغيير بين المجتمع والفرد، وقد استطاع التأثير في ملايين الأشخاص في رحلاته حول العالم، كما ألّف نحو خمسة وسبعين كتابًا، وسبعمئة شريط صوتي، وبيعت أكثر من أربعة ملايين نسخة من كتبه، ومن أهم مؤلفاته:
يقظة الفطنة.
الحرية الأولى والأخيرة.
التحرر من المعلوم.
معلومات عن المترجم:
ديمتري أفييرينوس، كاتب ومترجم يوناني من أم سورية، مما أكسبه قدرة على اكتساب اللغة العربية وترجمة العديد من الكتب والمؤلفات إليها، كما أنه عمل باحثًا في العلوم اليونانية والتعرف على الأديان.