مشكلة المفاهيم السيكولوجية
مشكلة المفاهيم السيكولوجية
لغة العلم من أهم مباحث فلسفة العلوم، وتثير المفاهيم السيكولوجية صعوبات ومشكلات فلسفية شائكة، ويمكن إيضاح هذا بمثال حي، فمفاهيم مثل: الذاكرة، والانتباه، والإدراك؛ يجزم علماء النفس بأن لها وجودًا أنطولوجيًّا ما بصرف النظر عن التحقُّق الإمبريقي منها، بينما مفاهيم مثل: الانطواء، والاكتئاب، والتصلُّب؛ ليس لها كيان وجودي بالمعنى الأنطولوجي وإنما هي إشارات إلى صفات عديدة تمثل ذاك المفهوم، ومفاهيم مثل: الذكاء، والقدرة، والعادة؛ تشير إلى ما يشبه الوظائف، أما مفاهيم مثل: التعلُّم، والدعم، والثبات؛ فتشير إلى عمليات تُجرى على هذه الوظائف، وكلتا المجموعتين متباينتان عن المجموعتين الأولى والثانية.
تلك التفريقات تخضع للإطار النظري الذي وضعه “ماكوركوديل”، حيث تقع جميع المفاهيم على تدريج بين قطبين هما: الأبنية الفرضية والتغيرات المتوسطة، ومن ثمَّ يظهر كيف تكون صياغة المفاهيم السيكولوجية بالغة الصعوبة، لأنها تمسُّ الإطار الإبستمولوجي (المعرفي) الذي يتحرَّك عالم النفس في نطاقه، وقد عانى الباحثون وجودَ مظاهر لا أسماء لها، ثم من تعارض النتائج داخل المصطلح الواحد لعدم وجود تعريف دقيق له، فاستعملوا طريقتين لإعادة النظر في المصطلحات إحداهما إمبريقية تستخدم أسلوب التحليل العاملي الذي يعتمد على تقدير حجم الاقتران بين المقاييس التي تقيس مدى توافر الخاصية السيكولوجية التي يشير إليها المفهوم في عينة كبيرة من الأفراد، لكن تظل هذه الطريقة دون المطلوب دائمًا.
والطريقة الثانية نظرية تستخدم أسلوب الإجرائية لبريدجمان، فلا تعتمد على تعريف المفاهيم عن طريق خصائصها، بل عن طريق الإجراءات اللازمة لقياسها، لكن تبين أنها لم تقدم إجابات شافية لأسئلة كثيرة متعلقة بالمفاهيم حتى تبرَّأ منها بريدجمان نفسه وكذا أكثر الباحثين، وعلى هذا يبقى لكل مفهوم بقايا ذهنية لا تصل إليها لا المقاييس ولا الإجراءات، ويظل الدأب المتواصل من قِبل الباحثين لتحسين هذه الأدوات.
الفكرة من كتاب علم النفس.. فلسفته وحاضره ومستقبله ككيان اجتماعي
يختلف علم النفس اختلافًا كبيرًا عن بقية فروع المعرفة الأخرى كالعلوم الطبيعية والبيولوجية، وذلك لاعتماده بصورة كبيرة على ملاحظة الإنسان لما في نفسه من أحاسيس ومشاعر، وما يدور في عقله من أفكار متعاقبة تُشكل سلوكه.
يركز هذا الكتاب على فلسفة علم النفس والمشكلات الأساسية التي تواجهه، لا من حيث البحوث والتجارب المعملية وإنما في جذوره والمبادئ الأساسية التي يقوم عليها، كذلك أثر علم النفس في حياتنا الاجتماعية من خلال الإشارة إلى تاريخ الدراسات النفسية وتحليل واقعها الحاضر والتنبؤ بمستقبلها في مصر والوطن العربي.
مؤلف كتاب علم النفس.. فلسفته وحاضره ومستقبله ككيان اجتماعي
الدكتور مصطفى سويف، أستاذ بكلية الآداب بجامعة القاهرة ومؤسس قسم علم النفس فيها، وُلد عام ١٩٢٤، وشغل منصب رئيس الجمعية المصرية للدراسات النفسية خلال عامي ١٩٧٠ و١٩٧١، وحصل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام ١٩٨٩، ووافته المنية سنة ٢٠١٦.
ومن أهم مؤلفاته:
مشكلة تعاطي المخدرات بنظرة علمية.
الأسس النفسية للتكامل الاجتماعي.
الأسس النفسية للإبداع.. الشعر خاصة.