مشكلة الأبناء
مشكلة الأبناء
الأبناء هم ناتج بناء البيت، هم النبتة التي قد تزين البيت بصلاحها أو تُفسده، وعمل الزوجين الصالح، فهي عملية زراعة أخلاقية وتربوية شاملة متكاملة لبناء طفل سوي نفسيًّا وعقائديًّا وأخلاقيًّا وسلوكيًّا، بلا اعوجاج أو فساد، وكما قال الله (عز وجل): ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾، وقد قال الضحاك ومقاتل في تفسير هذه الآية: حق المسلم أن يعلم أهله من قرابته وإمائه وعبيده ما فرض الله عليهم وما نهاهم عنه، ودوافع تربية الأبناء وتقويمهم كثيرة، ومنها: العمل الصالح الذي لا ينقطع للوالدين بعد موتهما، وهو تربية الأبناء، فهو نجاة لهما من النار، وهي عبادة عظيمة وزينة الحياة الدنيا، وفرض عين على الوالدين، والأمة تحتاج إلى شباب، وأبناؤنا يحتاجون إلى التقويم والتربية الصحيحة في بدايتهم حتى لا يكون هناك تهاون يسبِّب مشاكل مستقبلية كارثية، ويحتاجون إلى بيئة سليمة صحية للتربية.
لكن هل قد يصبح أبناؤك مشكلة لك، ربما؛ لكن قبل أن تصفهم بذلك عليك أن تعلم التالي: طفلك هو عالم بذاته، وأنت يجب أن تتغير لتصبح قدوة له، ومحاولة الاستفادة من تجارب الآخرين الناجحة في التربية، وتجنُّب الأخطاء التربوية والتعرف عليها، ويجب أن تتعرف على نفسك من إيجابيات وسلبيات حتى تعلم كيف ستتعامل مع طفلك، وتهتم بصحته النفسية، والزمن متغير، فزمنك ليس مثل زمنه، وأن يتفق الوالدان على أسس التربية، وابنك لن يكون نسخة منك، وتحترم مشاعر طفلك، وتوجه النقد إلى الفعل الخطأ وليس له بشكل شخصي، والحرص على الدعاء، وتتقبَّل أولادك بما فيهم، وتسمع شكواهم، وتقول لهم كلامًا طيبًا وتمدحهم، وتحمل أذاهم، ففي أوقات كثيرة قد يفعلون بك ذلك، واعلم أن أخطاء الأطفال ترجع إما إلى جهلهم بالسلوك الصحيح أو عدم إتقانهم للفعل الصحيح فيقعون في الخطأ أو يتعمَّدون الفعل الخطأ لأنهم شخصيات عنيدة، وإذا واجهتك مشكلة مع أبنائك عليك المساعدة على حل المشكلة، واعلم أنك جزء منها، واحرص على أن تكون واقعيًّا في حلها، وإذا كانت المشكلة بسبب سوء سلوك منك فجاهد نفسك لتتغير.
الفكرة من كتاب إدارة البيوت والأزمات المنزلية
البيت مثل السفينة التي تحتاج إلى قائد يُدرك كيف يُبحر بها، معه مُرشد كالخريطة وعوامل مساعدة لتنجح عملية الإبحار الخاصة به، يتجنَّب عواصف البحر وينتفع من كنوزه كذلك، قبطانا السفينة فيما يخص البيت هما فردان في منظومة واحدة، أي الوالدين؛ إذ يجب أن يُحركا البيت بهُدى وعلى غاية واحدة، ومثل قبطان السفينة وأعوانه وما بينهم من هدف مشترك وتربطهم علاقة عمل ومحبة أيضًا، كذلك الأبوان، وهذا ما يجعل بناء البيت يُقام أيضًا على علاقة أوثق هي الحُب والتآلف والتفاهم بين أفراد الأسرة جميعًا، والبيت في محتواه دافئ يحمي الصغار والكبار من ريح الحياة وعواقبها، يجب أن يكون هذا هدف الوالدين؛ ألا يتركا بيتهما يُبنى من ورق أي عاصفة خرقاء تأتي وتُبعثره في مهب ريحها، إدارة البيت وفهم مسؤوليته وعواقب بنائه هذا ما يُرشدنا إليه هذا الكتاب حتى لا تأتي بعد فوات الأوان وتبكي قائلًا على لسان الكاتب: “كان لي سفينة كنت قائدها أبحرت بها على غير هدى في الوحل والطين فدمَّرتها بسوء إدارتي”.
مؤلف كتاب إدارة البيوت والأزمات المنزلية
الدكتور محمد فتحي: خبير التنمية البشرية والتطوير الإداري، وكاتب، وله مؤلفات أخرى منها: “البوصلة.. كيف تدير حياتك العملية والمهنية”.