مشكلات العقل.. والرمد
مشكلات العقل.. والرمد
انتقل الكاتب بعد ذلك إلى مرض اضطراب الماليخوليا، وهو اضطراب ملازم للعقل من أنواع الجنون، وقد رأى أن مطبوخ الأفتيمون يفيد في علاجه، والأفتيمون نبتة معروفة باستخدامها في علاج الأعصاب ومشكلات الدماغ، وقد يعزز تأثيره إضافة شحم الحنظل والقرنفل، كما ينفع المريضَ الانتظامُ في تناول الأسماك المالحة، والباذنجان، ولحوم البقر والماعز، والعدس، والموالح والحوامض عمومًا، وقد تفيد وصفة لها مفعول قوي لجلب النوم وتسكين الهذيان للمريض، وتتمثل في اللوز المقشر مع الخشخاش الأبيض، وبذر الخس، وبذر القرع الحلو مع نبتة النيلوفر.
أما بالنسبة إلى مرض الرمد، فينفع فيه فصد القيفال من العين المُصابة، أي إحداث شق وإسالة الدم الفاسد من عرق يحمل اسم “القيفال” أو العرق الأوسط، ثم تتم معالجة العين نفسها بوضع قطرات من وصفة الشياف الأبيض، وهي وصفة تعتمد على النشا والصمغ العربي ونسبة نادرة من الأفيون، ثم ينتقل المريض بعد يومين إذا كثر الرمد إلى وصفة “الذرور الأبيض”، وهي شجرة صمغية تُعرف بالكحل الفارسي، فيتم عجن صمغها وتجفيفه مع لبن النساء وعدم تعريضه للغبار أو حرارة الشمس، ثم تنعيمه ووضعه على العين، وإذا هدأت الأعراض وقلت العلة، ينتقل العلاج إلى الذرور الأصفر، وهو عبارة عن الأنزروت الأبيض والزعفران وسنبل الطيب.
أما إذا اشتد الألم مرة أخرى بشكل كبير، فيتم استخدام وصفة الشياف، التي تعتمد على الحلبة وبذر الكتان والزعفران، وقد كشف أن هناك ما يقوّي البصر كأعشاب الرازيانج، ونبات الماميران، كما نبه إلى ترك السكر والتخم، وأشار إلى أن التوتيا الهندي مع الكافور وماء الحصرم يحفظ العين ويقيها من الرمد.
الفكرة من كتاب من لا يحضره الطبيب.. أو طبيبك قبل وصول الطبيب
يعتبر أبو بكر الرازي أهم علماء الطب المسلمين في العصور الوسطى، وقد وضع هذا الكتاب معتبرًا إياه مقالةً وجيزة في علاج الأمراض بالأغذية، وهو ما يُعرف بالطب البديل، وتحديدًا العلاج بالأعشاب، ويبين الكتاب مدى معرفته وقدرته على تشخيص العديد من الأمراض في فترة لم يكن أغلب العالم قد توصّل إليها، وقد وضع علاجات وأدوية تلك الأمراض وأهم النُّظُم الغذائية لها.
وما يجب ذكره أيضًا أنه قد وصف العديد من النباتات والأعشاب التي قد تكون نادرة أو غير معروفة لدى العامة، وليس الهدف أن يحاول القارئ تحضير تلك الأدوية والوصفات، وإنما فهمها وفهم تأثيرها.
مؤلف كتاب من لا يحضره الطبيب.. أو طبيبك قبل وصول الطبيب
أبو بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي (865-925 م)، طبيب وفيلسوف مسلم، ويُعتبر من أهم علماء الطب في التاريخ، وهو مؤلف كتاب “الحاوي في الطب” الذي كان المرجع الطبي الرئيس لدول أوروبا لمدة تزيد على أربعة قرون، ويُنسب للرازي ابتكار خيوط الجراحة وصناعة المراهم، ومن أهم مؤلفاته:
أخلاق الطبيب.
طبقات الأبصار.