مشكلات الصدر.. والمعدة
مشكلات الصدر.. والمعدة
عند تعرُّض المريض لخشونة قصبة الرئة وبَحّ صوته نتيجة كثرة الصِّياح أو ما شابه، فيستعمِل الخردل ويتغرغر به، أو يأخذ فلفلًا معجونًا بالعسل ويضعه في فمه، أما إن كان هناك سُعَال يابس يأتي في الليل عادةً، فحب الخشخاش يفيد في ذلك، وليحذر المرءُ من الأدوية التي تُتخذ للسعال الرطب، مثل الخس وبذره والأفيون، وإن كانت هناك خشونة في الصدر، فيفيد علاج التين الأبيض مع أصل السوس -العرقسوس- والشعير ونبات بذر الخطمي، ويتم طبخ تلك المكونات مع الماء ثم تصفيتها، وأخيرًا وضع دهن اللوز الحلو على الخليط وتناوله.
أما الربو، فقد يصحبه سعالٌ رطبٌ دون حمى أو حرارة، وهنا يَنصَح بأخذ الحلبة مع التمر والماء ثم غليهم وتناولهم، فذلك العلاج يُنقي الصدر، أما إن كان السعال يابسًا فيتم تناول نبات حب الآس مسحوقًا ومعه لب شجر البلوط المشوي، وخشخاش وشجر الخرنوب، والصمغ العربي، كما تفيد وصفة الفلفل مع عَلك شجرة البطم، ثم عجنهما بالعسل المنزوع الرغوة في تهدئة السعال المزمن والربو.
ولا شك أن مشكلات المعدة من أبرز المشكلات الصحية، وقد نصح الرازي بشرب عشب الجلنجبين السكري، وإن كانت هناك مشكلة التخمة فيفيد تناول الزنجبيل مع بعض السكر لهذه الحالة، ويفيد إن أُضيف الفلفل إليه، ونبات السقمونيا المعروف بكونه مسهلًا للأمعاء، ونبات شجر المصطكىَ، فهذا الخليط يُذهِب التخم ويقي من مرض القولنج المعوي، وإن كان الشخص يعاني من القيء مع حرارة ويحتاج إلى ما يسكنه، فيتم تحضير وصفة أبرز مكوناتها الورد المطحون مع السماق وماء الرمان الحامض والكافور، ثم تُضمَّد المعدة بنبات الصندل وماء الورد.
الفكرة من كتاب من لا يحضره الطبيب.. أو طبيبك قبل وصول الطبيب
يعتبر أبو بكر الرازي أهم علماء الطب المسلمين في العصور الوسطى، وقد وضع هذا الكتاب معتبرًا إياه مقالةً وجيزة في علاج الأمراض بالأغذية، وهو ما يُعرف بالطب البديل، وتحديدًا العلاج بالأعشاب، ويبين الكتاب مدى معرفته وقدرته على تشخيص العديد من الأمراض في فترة لم يكن أغلب العالم قد توصّل إليها، وقد وضع علاجات وأدوية تلك الأمراض وأهم النُّظُم الغذائية لها.
وما يجب ذكره أيضًا أنه قد وصف العديد من النباتات والأعشاب التي قد تكون نادرة أو غير معروفة لدى العامة، وليس الهدف أن يحاول القارئ تحضير تلك الأدوية والوصفات، وإنما فهمها وفهم تأثيرها.
مؤلف كتاب من لا يحضره الطبيب.. أو طبيبك قبل وصول الطبيب
أبو بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي (865-925 م)، طبيب وفيلسوف مسلم، ويُعتبر من أهم علماء الطب في التاريخ، وهو مؤلف كتاب “الحاوي في الطب” الذي كان المرجع الطبي الرئيس لدول أوروبا لمدة تزيد على أربعة قرون، ويُنسب للرازي ابتكار خيوط الجراحة وصناعة المراهم، ومن أهم مؤلفاته:
أخلاق الطبيب.
طبقات الأبصار.