مشكلات الشر
مشكلات الشر
ليست مشكلة الشر نوعًا واحدًا؛ بل أنواع متعددة ومن أنواعه ما يعرف بالمشكلة المنطقية للشر، التي تجعل تعارضًا بين وجود إله قدير عليم رحيم وبين وجود الشر، وهذه المشكلة فيها الكثير من المغالطات المنطقية لأنها تفترض أن كون الإله قديرًا عليمًا رحيمًا يتناقض مع وجود الشر، ومن ثم يجب نفي وجوده، وهذا ليس صحيحًا لأن سماح الله بوجود الشر لا يلزم منه الطعن في قدرته، فمنع الشر مطلقًا غير ممكن منطقيًّا لأنه مع منع الشر ستنعدم حرية الإرادة التي وهبها الله للإنسان، إذ ليس أمامه إلا خيارًا واحدًا هو الخير.
وكون الله رحيمًا لا يتعارض مع إيجاد الشر لأن كمال الله وعدله لا يقاسان بالبشر، ولا تُدرك حكمته إدراكًا كليًّا، فقد يبتلي عبده حتى يثيبه في الآخرة، فالدنيا ليست هي نهاية المطاف.
من أنواع الشر الموجودة في الكون ما يعرف بالشر الأخلاقي، وهو أفعال الإنسان السيئة كالسرقة والقتل والزنا، فإن المنكرين لوجود الله يحتجُّون بهذا النوع أيضًًا على إنكار وجود الله، وهذا في واقع الأمر ليس بصحيح لأن سماح الله بوجود هذا النوع من الشر يتوافق مع منحه إرادةً حرةً للإنسان، فلو لم يكن هذا النوع موجودًا لكان الإنسان مجبرًا على فعل واحد هو الخير ولارتفع معنى الابتلاء والاختبار، ثم إن هذه الإرادة الحرة تعني أن الإنسان الحر العاقل يفعل ويختار ما يشاء شرًّا كان أم خيرًا، وعليه فإن الله لا يصح أن يُلام على وجود هذا النوع من الشرور لأن فاعله هو الإنسان الحر المريد، والله هو الذي منحه القدرة والحرية والإرادة.
الفكرة من كتاب مشكلة الشر ووجود الله
لقد أصبح الإلحاد ظاهرة موجودة وتحدِّيًا واقعًا، وليست محاربته بمجرد التنفير منه بوسيلة مجدية، وإنما يجب التصدي له بردود علمية وبراهين قاطعة، ولأن مشكلة الشر من أبرز شبهاته؛ فإن هذا الكتاب يعرضها من خلال التأصيل لها ببيان معنى الشر وماهيته، وبيان أنواع الشر الموجود في الكون وتقديم إجابة عن كل نوع، وهذا كله طبقًا للعقيدة الإسلامية.
مؤلف كتاب مشكلة الشر ووجود الله
سامي عامري: مؤلف وباحث تونسي، حاصل على الدكتوراه في مقارنة الأديان، ومهتم بمناقشة قضايا الفكر والإلحاد والمذاهب الفكرية المعاصرة.
له عدد من المؤلفات منها: “براهين وجود الله” و”براهين النبوة” و”فمن خلق الله!”.