مشروع العمر
مشروع العمر
هل لديك مشروعٌ نذرت أن تعيش حياتك كلها من أجله؟ قد يكون ليس بعد، ولكن حدِّث نفسك بالأماني، وحسبك في بداية الطريق أن يرافقك الأمل، فإنَّ اللحظة التي تبدأ فيها مشروعك هي لحظة ميلادك الحقيقي، فمشروع العمر هو هدف تختمر حقيقته في ذهن صاحبه وتستولى على وجدانه وفكره وقلبه وعقله، ويبذل فيه جهد طاقته، ويجب أن يعبِّر مشروعك عن قدراتك، ويلبِّي ميولك ورغباتك، وتلتهب فيه مشاعرك وأحاسيسك، وتقدح شرارة إبداعك فيه، فركِّز على مشروع واحد ولا تشتِّت نفسك بين ملفَّات متعدِّدة، ودع عنك المقارنة والتقليد البارد، ولا تستصغر ذاتك فتحكم بنفسك على نفسك بالحرمان!
ولا يهم حجم المشروع على الأرض، فالإنسان يبدأ جنينًا ثم يكبر، ولكن المهم مساحة المشروع من نفسك وأثرها في واقعك، فابدأ وفي ذهنك أن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، وأن قطرات الماء المتتابعة تحفر الأخاديد في الصخر الأصم، وأن خير العمل أدومه وإن قل.
إن كلُّ مشروع ناجح إنما تقف وراءه مجموعة من العادات الإيجابية، وهي التي تدفع به نحو التقدم والارتقاء إلى أن يصل إلى القمة ويناطح السحاب، ومن أهم هذه العادات المبادرة؛ فإن الإنسان المبادر إيجابي لأقصى درجة، مكانه دائمًا في مقدمة الصفوف، ينتهز كل فرصة وتتسع دائرته بشكل ملحوظ، ومن العادات المهمة أيضًا عادة الأهم أولًا وترتيب الأولويات وهي التي تجعلك في بؤرة التركيز وتحفظ عليك وقتك وتنجز بها مهماتك.
فالعمل والجهد والانضباط والتركيز على الهدف كلها أمور تصنع المعجزات؛ ومن قبل قال أديسون إن العبقرية 1٪ إلهامًا و99٪ عرق جبين، وقد تكون السنوات الخمس القادمة من حياتك هي سنوات مجدك، فاجعل بداية مشروع العمر لحظة البداية للحياة والعمل والنشاط والحرية وإيذانًا بطلوع فجرك بعد ليل طويل مظلم.
الفكرة من كتاب ابدأ كتابة حياتك
هذه كلمات رقيقة من ناصح أمين لك ومشفق حريص عليك، ومؤمن كذلك بأحلامك الكبيرة وآمالك العريضة.. كلماتٌ خطَّها الفؤاد قبل أن يُجريها البيان ونزعتها الروح قبل أن يجمعها العقل؛ أدعوك بها يا صاحِ لتذوُّق معنى الحياة الكبير، ولتسلك طريق المجد التليد، الطريق الذي وإن كانت تحوطه أسلاك المتاعب ومتاريس المصاعب فإن السعادة تقف عند نهايته، فأقبِل يا صاحِ فإني مشتاق إلى لقائك.
مؤلف كتاب ابدأ كتابة حياتك
مشعل عبد العزيز الفلاحي: مشرف تربوي، وحاصل دكتوراه في الشريعة الإسلامية، عمل في التعليم والتدريب 23 عامًا، وتفرَّغ في السنوات الثلاث الأخيرة للإشراف على مشروع القيم النبوية بتعليم القنفذة، ثم تفرَّغ لمشروعه الشخصي، وله العديد من المحاضرات والكتب في النمو الشخصي وإدارة مشاريع الحياة.
من أهم مؤلفاته:
مشروع العمر.
أفكار تصنع الحياة.
التركيز أكثر العادات أثرًا في حياة الناجحين.