مشاهد مبهجة
مشاهد مبهجة
يحكي المؤلف ما رآه من مشاهد تنطق بفطرة أهل تلك البلاد وحبها الشديد للإسلام والعرب بشكل يفوق التصورات وإن بدا ظاهرهم الإعراض عن الإسلام، فمما شاهده في المحلات التجارية عندما عرفت امرأة رغم أنها غير محجبة أنه عربي فسألت مرافق الشيخ عنه “عربستان” أي: هل هو من العرب؟ فأجابها بلغتهم نعم، وذكر لها أن الشيخ من المدينة النبوية، فشهقت فرحًا لمدينة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ثم وضعت يدها على صدرها وتنفَّست الصعداء شوقًا إلى المدينة والأراضي العربية.
ويظهر أن سكان هذه البلاد قد تربَّوا على حب العرب باعتبارهم حملة الرسالة الربَّانية وحُماتها، ويعتقدون أن العرب ما زالوا على الدرب سائرين! وأكثر ما يحبُّون من البلاد العربية: بلاد الحرمين الشريفين، ومما يدل على فطرتهم ونقاء معدنهم أيضًا استمرار منظومة الأسرة عندهم بعيدًا عن الحظيرة الغربية والحداثة، كما تجد فيهم الكرم وحسن الضيافة قد بلغا مجدهما، فعندما يعرفون بأن أحدًا من بلاد الإسلام يأتي إليهم زيارةً فيُعدُّون له الذبائح ويخرجون لاستقباله فرحين بالأعلام والرايات.
ومن خصالهم الحميدة إجلال العلم وأهله، واعتزازهم بدينهم حتى نصبوا الخيم ونظَّموا الاعتصامات للمطالبة بإقرار اللغة العربية لغةً رسمية، وأن يكون ذبح الحيوانات وفق الشريعة الإسلامية، وغير ذلك من مطالب وشعارات إسلامية يرفعها الشبان في الميادين والتجمعات، كما يتنافس المسلمون هناك في بناء المساجد عوضًا عن تلك التي استولى عليها الشيوعيون وحوَّلوها إلى متاحف ومستشفيات وغير ذلك، ومن خصالهم أيضًا قبول النصح والإرشاد، فلقد استجاب أحد الآباء للشيخ عندما علم ابنه أسماء النبي (صلى الله عليه وسلم) الصحيحة دون أن يُنسب إلى النبي الكريم ما هو حقٌّ لله الواحد.
الفكرة من كتاب مشاهدات في بلاد البخاري
بعد أكثر من نصف قرن من قبضة الشيوعية على تلك البلاد، يصل المؤلف إلى بلاد ما وراء النهر كما أحب تسميتها أو “الجمهوريات السوفييتية سابقًا” عام 1412 من الهجرة، وتعد رحلته أول اختراقات السور الحديدي الذي فرضه الشيوعيون على البلاد وأهلها، استكشف فيها البلاد وله فيها مشاهدات سطرها في هذا الكتاب.
مؤلف كتاب مشاهدات في بلاد البخاري
يحيى بن إبراهيم اليحيى: ولد عام 1376 هجرية في مدينة بريدة بالسعودية، تخرج في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من قسم العلوم العربية والاجتماعية، ثم حصل على الماجستير من قسم السيرة والتاريخ بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1408 ثم حصل على الدكتوراه من نفس القسم عام 1412 هجرية، بعنوان: “الروايات التاريخية في فتح الباري عصر الخلافة الراشدة والدولة الأموية جمع ودراسة”، وعمل أستاذًا مساعدًا بالجامعة الإسلامية ثم حصل على التقاعد المبكر.
وللمؤلف كتب أخرى منها: “إلى من ضاقت عليه نفسه”، و”مدخل لفهم السيرة”، و”أليس في أخلاقنا كفاية؟!”.