مشاكل مصر الاقتصادية بين الانتاج والتوزيع
مشاكل مصر الاقتصادية بين الانتاج والتوزيع
ينتقل الكتاب إلى النموذج الرسمي في الكتابات عن طريق دراسة أدبيات الصناعة الانمائية الدولية ذات المنشأ الأمريكي والتي تتناول موضوع أوسع هو مصر نفسها. تتميز الأدبيات الانمائية بصورة تقليدية تستهل بها معظم دراساتها تريد عن طريقها تقديم موضوع التنمية الاقتصادية المصرية، وتتمثل في الصورة الجغرافية لوادي نهر النيل الضيق، المحاط بالصحراء والمزدحم بسكان يتزايدون بسرعة، أي تصويرها بشكل (جغرافيا ضد ديموجرافيا). تلك الصورة البريئة التي تهدف إلى بسط منطق التحليل الذي سيترتب عليه باقي الدراسة عن طريق تعريف مشكلة تنمية مصر من الزاوية المجردة من الصبغة السياسية، زاوية حدود الموارد الطبيعية، وليس من زاوية السيطرة على تلك الموارد وتوزيعها. تلك الطريقة المعتمدة على فكرة أن الصورة البصرية التي تقدمها الفقرة الاستهلالية للدراسات تعمل على تأسيس روابط الصلة بين التحليل النصي وموضوعه وبالتالي بناء خطابي أكثر وضوحًا. لا يؤدي ذلك التعريف أو الصورة الاستهلالية إلى تعريف المشكلة وإنما يتجه كذلك إلى تعريف الحلول المقبولة بشكل بديهي، فطالما المشكلة طبيعية فإن حلولها في تلك الحالة تكون في الجوانب التكنولوجية والادارية،
بعكس النظر من زاوية توزيع الموارد والتي تكون حلولها في ذلك السياق حلول اجتماعية وسياسية. واستقرأ الكتاب أنه لا يوجد أساس واقعي لهذا التصور ذي الصبغة الطبيعية للمشكلة وذلك عن طريق تحليل للنص المفتَرض (موارد قليلة وشعب متزايد) بتجزئة كلماته والبحث وراء كل منها بالاعتماد على البيانات الصادرة والمقارنة بينها وبين الدول المختلفة التي توازي مصر في تصنيفها العالمي.ثم تأتي المشكلة الثانية لتلك الدراسات والأدبيات الانمائية بشكل عام وهي أن نتائج هذا الاسلوب في تصوير مصر تستدعي تصور أن المشاكل التي تحدث بالبلاد مشاكل داخلية وليس فيها جزء خارجي، بل والأهم أنها تخلق الانطباع بأن وكالات التنمية نفسها تقف خارج البلد في حين أنها تلعب في واقع الأمر دورًا داخليًا قويًا، مما يوضح التناقضات التي تترتب على هذه الصورة من اهمال لدور مهم تلعب به الوكالات داخل لمصر بتوجهاتها الناتجة عن أبحاثها، والتي أثبت الكتاب قبلًا بتفنيدها عدم اعتمادها على أساس واقعي، والتي تقوم على أساسها النصائح للادارة الامريكية في العلاقات الثنائية بين الدولتين وكذلك عمليات التعاون والدعم التي تقوم بها لمجالات داخل البلاد دون مجالات أخرى، ويبين السبب في أن هذا الوضع الخاص للخطاب الانمائي ضمن مجال السلطة السياسية يجعل مثل هذه التناقضات حتمية.
الفكرة من كتاب مصر في الخطاب الأميركي
يحلل الكتاب أربعة أنماط مختلفة من الكتابة الأمريكية الحديثة عن مصر. وهي تتناول جوانب مختلفة لاسلوب تمثيل مصر، مع أن جانبًا كبيرًا من التركيز ينصب على الريف المصري وتتداخل موضوعات عديدة، خاصة موضوعات السلطة السياسية والدولة، من فصل إلى الفصل الذي يليه. وينتقد الكتاب بوجه عام افتراض دور المتفرج من قبل الباحث والقارئ على متحف قديم الأزل يحكي الحياة الزراعية التي لم تتغير، متبعًا بذلك نفس الاسلوب الذي استخدمه الكاتب في كتابه اللاحق والذائع الصيت “استعمار مصر”.
مؤلف كتاب مصر في الخطاب الأميركي
“تيموثي ميتشل” هو عالم سياسي بريطاني ودارس للعالم العربي، وبالأخص منهم مصر، وهو أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة كولومبيا وأستاذ سابق للعلوم السياسية في جامعة نيويورك. بالاضافة إلى أنه خبير في الاقتصاد المصري المعاصر، وساهم في نظرية ما بعد الاستعمار.
معلومات عن المترجم:
“بشير السباعي” شاعر ومؤرخ ومترجم مصري. نقل عن الروسية والإنجليزية والفرنسية نحو سبعين عملاً إبداعيًّا وفكريًّا. حاصلٌ على جائزة أفضل الملمين بالروسية وآدابها من المركز الثقافي السوفيتي بالقاهرة (1971). وحاصل على جائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب دورة 1996، عن أفضل ترجمة عربية عام 1995. حاصلٌ على جائزة مؤسسة البحر المتوسط للكِتاب (2007).وحاصل على جائزة رفاعه الطهطاوي من المركز القومي للترجمة (2010). وحاصل على جائزة كافافي الدولية للترجمة (2011).