مشاعر وأفكارٌ سلبية ترواد المربين
مشاعر وأفكارٌ سلبية ترواد المربين
من المشاعر السلبية التي تؤثر في الشخص وتجعله يقع في سلوكيات خاطئة مع أطفاله شعور العصبية، وهو من أكثر المشاعر انتشارًا بين المربين، وهذه العصبية إما أنها أصيلة في ذات الشخص بسبب تراكمات مرّت به في حياته، أو بسبب مواقف طارئة يمر بها، فيعبر عنها بالغضب الذي يليه كثير من السلوكيات الخاطئة تجاه الأبناء، وتقويم مثل هذه السلوكيات لا بد أن يبدأ بصدقٍ من النفس، بأن يقف المرء أمام ذاته ويعترف بشعوره، بل وما وراء هذا الشعور، فقد يكون الغضب ليس هو الشعور الحقيقي، ربما الحرج من نظرة الناس، أو الملل من محاولة تعديل سلوك الابن في أمر معين، أو إحباط من تكرار الخطأ نفسه، هذه كلها أسبابٌ خفية تستتر خلف قناع الغضب والعصبية.
وقد توجد أفكارٌ تحفز هذه المشاعر السلبية، وتستتر وراء الغضب كذلك، كشعور الخوف من أن يصير الابن كَفُلانٍ (شخص سلوكياته خاطئة)، أو القلق من أن يكون الابن غبيًّا لمجرد تكراره لخطأ معين، أو الغيظ بسبب عناد الابن في مواقف مختلفة.
وقد لا يكون الغضب بسبب تصرفات الأبناء أصلًا، أو حتى معظم الغضب، فقد تكون الخلافات بين الزوجين هي الأساس، وربما ضغوطات البيت والعمل والجيران، وأيًّا منها كان السبب الأساسي فالذي يتحمل عاقبته في النهاية هم الأبناء.
ولكي يستطيع الوالدان السيطرة على هذا الغضب، لا بد أن يحدثا نفسيهما عند بداية شعورهما بأن الأمر ليس كارثيًّا، وعليهما أن يأخذا الأمور ببساطة أكثر، وأنه لا بأس من الخطأ، وقبل كل شيء عليهما أن يفهما جيدًا ويفرقا بين احتياجاتهما واحتياجات الأبناء.
الفكرة من كتاب الذكاء العاطفي في التربية
للذكاء أنواعٌ مختلفةٌ ومتعددة، والذكاء العاطفي أحد هذه الأنواع وأكثرها تأثيرًا في حياة الفرد، فهو يسهم بشكلٍ كبيرٍ في نجاحه وتقدمه من خلال الوعي الذي يكسِبه إياه، وحُسن إدارة الفرد لنفسه وللعلاقات التي في حياته.
وقد خصّت الكاتبة بالذكر هنا حديثها عن الذكاء العاطفي المرتبط بالتربية والأطفال بوجه خاص، على أمل أن تساعد الآباء والأمهات في القيام بدورهم التربوي بشكلٍ أفضل
مؤلف كتاب الذكاء العاطفي في التربية
إيناس فوزي: خبيرة تربوية واختصاصية تعديل سلوك، أسست لنفسها مدرسة خاصة بها في علم تربية الطفل، إذ تبدأ فيها بمعالجة رأس الأمر وهو “المربي” قبل أن تبدأ بمعالجة الطفل نفسه، فهي ترى أن المربي إذا أجاد فهم نفسه أولًا، سهلت عليه عملية التربية، ويبدو رأيها هذا جليًّا واضحًا في مؤلفاتها، التي منها:
ابني مُشتَّت الانتباه.
الـذكـاء التربـوي.
التربية الجنسية.