مشاعر الطفل
مشاعر الطفل
الأطفال عبارة عن مُرَكَّباتٍ شعورية أكثر من أي شيء آخر، لذا فطريقة التعامل مع مشاعرهم في غاية الأهمية، والطريقة التي يتفهَّم بها المربُّون مشاعرهم، تُمثِّل وجودهم في الحياة، فالطفل كتلة من المشاعر، لا يستطيع أحد ما فهمها بسهولة، لذا فالحب والجهد المبذول لرعايته كفيلان بتأسيس صحته العاطفية المستقبلية، وتحسُّس المربِّين لمشاعر أطفالهم يعلِّمهم بناء علاقات صحيَّة مع مشاعرهم، سواء كانت مشاعر غضب، أو حزن، أو رضا، وتجاهل أو نكران هذه المشاعر مؤذٍ لسلامة الطفل العقلية المستقبلية، وبعض الآباء يفعلون لقناعة منهم بأن هذا هو الأفضل لطفلهم، لكن لا تختفي المشاعر لمجرد كبتها، بل تختبئ حيث يمكنها أن تسبِّب المشكلات في فترات لاحقة من حياة الطفل.
فالسبب الأكثر انتشارًا للاكتئاب عند الراشدين، هو عدم تعلمهم في علاقاتهم مع أطفالهم في أثناء الطفولة كيفية التخفيف عن الألم، فإذا طُلب من الطفل أن يكبت مشاعره، وتُرك يبكي حتى ينام، بدلًا من تهدئته، فإن قدرته على تحمل المشاعر المؤلمة فيما بعد سوف تتضاءل إلى أن تتلاشى، لذا من الأفضل أن يفكر المُربي في طريقة تعامله مع مشاعر طفله، فهناك ثلاث طرائق للتعامل مع المشاعر، منها كبتها وإخفاؤها والعمل على تهدئتها، وهذا بالفعل سيدفع الطفل إلى عدم التعبير عن مشاعره في المستقبل، بغض النظر عن أهميتها.
والطريقة الثانية وهي التعامل مع المشاعر من خلال المبالغة في ردود الأفعال، وهذا يحدث عندما تكون مشاعر المربين قوية تجاه طفلهم، فيُولِّد هذا نوعًا من الهستيريا، فيأخذ المربي في البكاء مع طفله، لو أحس طفله بأي ألم، وهذه الطريقة ستجعل الطفل يتجنَّب التعبير عن مشاعره أيضًا، والطريقة الثالثة: التعامل مع المشاعر من خلال احتوائها، عن طريق التعامل معها على نحو جدِّي، من دون مبالغة والمحافظة على جو التفاؤل دون إطلاق الأحكام، وهذا يجعل الطفل غير متردِّد في التعبير عن مشاعره أبدًا، وهناك علاقة وثيقة بين المشاعر والغرائز، فإذا تم تجاهل مشاعر الطفل، يعمل ذلك على تبليد غرائزه التي تقوم بدورها في حمايته من الأخطار.
الفكرة من كتاب الكتاب الذي تتمنَّى لو قرأه أبواك
لو كان الناس نباتات لكانت العلاقة بمنزلة التربة، فالعلاقة تدعم وتغذِّي وتساعد على النمو، أو تقف عائقًا في طريقه، وإذا لم تكن علاقة الطفل بوالديه صحية، فسيفقد الطفل إذن إحساسه بالأمان، فتُقدم الكاتبة هنا صورة كاملة عن مكونات العلاقة الصحية بين الطفل ووالديه، ويساعد هذا الكتاب الوالدين على فهم كيف تؤثر نشأتهم في تربية أطفالهم، وكيفية تقبُّل الأخطاء، والتخلُّص من العادات السيئة، والتعامل مع مشاعر الأطفال، ويوضح أيضًا عوائق التواصل الجيد، والطرائق الممكنة لتعزيز هذا التواصل.
مؤلف كتاب الكتاب الذي تتمنَّى لو قرأه أبواك
فيليبا بيري Philippa Perry: وُلِدَت في نوفمبر 1957 في المملكة المُتحدة، وهي مُعالجة نفسية، وكاتبة، ولها عمود في مجلة Psychologies.
لها العديد من المؤلفات، منها:
How to stay sane.
Begal Tues days: Memoirs.