مشاعره (صلى الله عليه وسلم) مع أهل بيته
مشاعره (صلى الله عليه وسلم) مع أهل بيته
كان (صلى الله عليه وسلم) مُعلِّمًا حكيمًا، خير نموذج للرجل في بيته، وخير نموذج للقوامة التي أمر الله بها، فكان (صلى الله عليه وسلم إذا وجد طعامًا أكل منه، ولو لم يجد صام وصبر، وقد كان يمر به (صلى الله عليه وسلم) وزوجاته أشهر لا يطبخون في بيوتهم، فصبرن على شدَّة العيش.
كما كان (صلى الله عليه وسلم) يُعلِّمهن أمور دينهن، حريصًا على مراقبة أعمالهم وتصرُّفاتهم، مخافة وقوعهن في الإثم من حيث لا يشعرون، ومن ذلك حينما دخل النبي (صلى الله عليه وسلم) على جويرية (رضي الله عنها)، وكانت صائمة يوم الجمعة، فسألها: أصمت أمس؟ قالت: لا، قال: أتصومين غدًا؟ قالت: لا، قال: فأفطري، فنهاها (صلى الله عليه وسلم) عن تخصيص يوم الجمعة بالصيام.
كما كان (صلى الله عليه وسلم) دائم العبادة في بيته من غير تقصير في حق أهل بيته، وفي هذا يقول ابن عباس (رضي الله عنه) وقد بات ليلة عند خالته ميمونة زوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نام حتى انتصف الليل، ثم استيقظ فجعل يمسح عن وجهه بيده، ثم قرأ الآيات العشر الأواخر من سورة آل عمران، وكذلك كان (صلى الله عليه وسلم) إذا حدث حادث أيقظ أهله، وأمرهم بالتضرُّع والصلاة.
بل كان (صلى الله عليه وسلم) شديد العناية بآل بيته، حريصًا عليهم، كبيرهم وصغيرهم، يغار على أهل بيته ويخشى عليهم، ففي مرة أتته صفيَّة (رضي الله عنها) تُحدِّثه وهو معتكف في المسجد، فقام معها حتى أبلغها البيت، فلقيه رجلان من الأنصار، فلما رأياه استحيا ورجعا، فأخبرهما أنها صفيَّة، احتياطًا وحرصًا، وتجنيبًا للشيطان.
الفكرة من كتاب الحُجرات الشريفة سيرة وتاريخًا
إن البيوت الجليلة لا بُد أن تُعرف، ولا بد أن يسعى المُسلم ليتعلَّم منها حتى يكون بيته على نهج هذه البيوت الطيِّبة، وبيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خير بيت! فهو أكمل البشر وأحسنهم، وهو (صلى الله عليه وسلم) مُعلِّم الخلق بأقواله، وأفعاله، وأخلاقه، من غير تعنيف أو تنفير، يرحم الصغير ويوقِّر الكبير.
ولهذا جاء كتابُنا ليُبيِّن الجوانب المُهمة في حياة رسولنا (صلى الله عليه وسلم) من خلال واقعه الحياتي في بيته وحُجرات أزواجه الطاهرات الطيِّبات، وذلك عند معاملته (صلى الله عليه وسلم) معهن، والزائرين لديه، والداخلين إليه.
مؤلف كتاب الحُجرات الشريفة سيرة وتاريخًا
صفوان بن عدنان داوودي: ولد سنة 1960م، عالم مقرئ، وفقيه أصولي، ومحقِّق متقن، ومصنَّف مجيد، على مَكِنَة من علوم العربية والحديث.
ولد بدمشق، وابتدأ طلب العلم صغيرًا، حفظ كتاب الله وجوَّده، وحصَّل الفقه والتفسير والحديث واللغة، درس علوم الشريعة الإسلامية في جامعة مراد آباد في الهند، وحصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه من الجامعة الأمريكية المفتوحة بواشنطن، واستقر بالمدينة المنوَّرة وأخذ عن عُلمائها الكثير من العلوم، والآن يقوم بالتدريس والإقراء في الحرم المدني الشريف، وتخرج به عدد من المشايخ في القرآن والقراءات والفقه والأصول والحديث واللغة.
من مؤلفاته:
زيد بن ثابت كاتب الوحي وجامع القرآن.
أُبيُّ بن كعب صاحب رسول الله وسيد القراء في زمانه.
قواعد أصول الفقه وتطبيقاتها.