مسيرة عبد العزيز ابن سعود نحو التوحيد والتنمية الاقتصادية
مسيرة عبد العزيز ابن سعود نحو التوحيد والتنمية الاقتصادية
سعى ابن سعود لتوحيد عرب شبه الجزيرة عبر الدين والمصالح المشتركة، فعمل على توطين البدو وتعليمهم، واهتم بتنمية الإنتاج الزراعي في كل البلاد. أما القبائل المتطرفة التي رفضت الخضوع لحكمه، فقوبلت إما بالقوة العسكرية وإما بالحنكة السياسية. وقد أسهمت هذه السياسات في استقرار البلاد وتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي. وقد أدرك ابن سعود منذ بداية حكمه أهمية موسم الحج كمورد اقتصادي رئيس، فعمل على تحسين خدمات الحجاج بتوفير وسائل النقل الحديثة والتجهيزات اللازمة. ونتيجة لذلك شهدت السنوات الأربع الأولى بعد هذه الخطوة أعدادًا ضخمة من الحجاج، غير أن الوضع بدأ يتغير بعد ذلك نتيجة لانهيار الاقتصاد العالمي.
كانت هذه الخطوة بداية لتحرر البلاد من تطرف الوهابية، التي تصم كل من لا يوافقها بالكفر وترفض أن تمس اختراعاته أو أن تقترب لأفكاره وحتى إن كان فيها مصالحهم، كما كانت هذه الخطوة الشرارة الأولى التي أشعلت الخلاف بين ابن سعود والوهابيين، إذ شهدت السنتان التاليتان عصيان أهم قادة الوهابية وتشابكهم مع قوات آل سعود، غير أن ابن سعود استطاع السيطرة على الموقف، وسجن هؤلاء القادة ومنهم من مات في سجنه، أو مات بين أهله بعد أن عفا الملك عنه، وبذلك خفت تذمر الوهابية وتطرفهم في البلاد، وتفرغ ابن سعود للاهتمام بالمجالات الاقتصادية. ولم تنجح محاولات الحكومة في الحفاظ على سعر العملة أو تخفيض النفقات الزائدة على الحاجة في حل المشكلات الاقتصادية، ولم تنجح كذلك في أن تقترض من البلاد الأوربية، أو أن تتوصل إلى اتفاق مع الدب الروسي، فلم يكن هناك مفر إلا أن ينقب ابن سعود في صحرائه بحثًا عن الحل!
الفكرة من كتاب مذكراتي السياسية مع الملك عبد العزيز آل سعود
لنتحدث عن أحد الفصول المدهشة في تاريخ الجزيرة العربية، حيث تتشابك الصراعات مع الطموحات والتحولات الكبرى! ينقل إلينا فيلبي عن قرب قصة شاب، وقصة دولة، إذ يعرض لنا بدقة كيف تمكن عبد العزيز بن سعود من توحيد وتأسيس المملكة العربية السعودية، ويسرد علينا رحلة هذا القائد الملهم، الذي لم يكن له هم سوى تحقيق حلمه في جمع شتات قبائل الصحراء تحت راية واحدة، وبناء دولة قوية ومزدهرة. وقد وقف بثبات وعزيمة وإيمان أمام كل التحديات والصراعات والأزمات التي واجهها، وتجاوزها جميعًا، ليحقق حلمه ويغير مستقبل المنطقة، ويجعلها واحدة من أغنى بقاع الأرض!
مؤلف كتاب مذكراتي السياسية مع الملك عبد العزيز آل سعود
هاري سانت جون بريدجر (عبد الله) فيلبي: مستعرب ومستكشف وكاتب، كان ضابطًا بريطانيًّا له دور بارز في إعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الأولى. فقد كان له تأثير كبير في تكوين الدول العربية التي نشأت عقب انهيار الإمبراطورية العثمانية، وأسهم بشكل كبير في تحديد حدودها الجغرافية والسياسية. وصل فيلبي إلى الشرق الأوسط في عام 1914، كان هدفه الأساسي ليس فقط خدمة مصالح بريطانيا، بل أيضًا أن يصبح “أعظم مستكشفي الجزيرة العربية”. كانت رحلاته الاستكشافية في الجزيرة العربية مليئة بالتحديات، إذ واجه صعوبات بسبب السياسات البريطانية التي حاولت تقييد تحركاته، خصوصًا بعد دعمه للأمير عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.
اعتنق فيلبي الإسلام في عام 1930، وعُرف بعدها بـ”الحاج عبد الله فيلبي”، وذلك بعد أن قضى سنوات طويلة من العمل والتجوال في العالم العربي، وقد كان إسلامه جزءًا من تحوله الشخصي وافتتانه العميق بالثقافة والحضارة العربية التي كان يدرسها ويستكشفها. له العديد من المؤلفات عن الفترة التي قضاها في شبه الجزيرة العربية، من أهمها:
تاريخ نجد ودعوة محمد بن عبد الوهاب السلفية.
بعثة إلى نجد 1336-1337هـ / 1917-1918م.
مذكرات فيلبي في العراق والجزيرة العربية 1915-1921م.