مسيرة حياة ابن باديس

هو الإمام عبد الحميد بن باديس ولد في قسنطينة بالجزائر، وينتمي إلى أسرة ذات أصل عريق ونسب كريم، فمنها المعز بن باديس حاكم المغرب قرابة منتصف القرن الخامس الهجري، والشيخ المكي جد الشيخ وقاضي قسنطينة، وأبوه مصطفى كان نائبًا في دوائر انتخابية عدة، وقد أتم حفظ القرآن على يد محمد المداسي، وتعلم مبادئ العلوم الشرعية والعربية على يد الشيخ حمدان الونيسي الذي انتقل إلى المدينة المنورة إثر الاحتلال الفرنسي، وأراد ابن باديس الالتحاق به ولكنَّ أباه وجَّهه إلى طلب العلم في تونس بجامع الزيتونة فتلقى العلوم الإسلامية عن جماعة من أكابر العلماء.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وبعد عودته قدم دروسًا في الوعظ والإرشاد العام بعد أن أخذ إذنًا شفهيًّا بالتدريس، ولم يلبث قليلًا حتى مُنع من التدريس ولكنه لم يستسلم، وكلَّف طلابه أن يحضروا الشموع ليدرسوا تحت أضوائها، ولكن منعه المفتي من ذلك أيضًا، وتأثر ابن باديس بهذه المعاملة السيئة وأضمر في نفسه هجرة البلاد.

وفي عام 1923م سافر ابن باديس إلى مكة للحج والتقى شيخه الونيسي وتعرَّف على بعض أهل العلم الذين أُعجبوا به إعجابًا شديدًا حين ألقى دروسًا في الحرم النبوي، ورغب في البقاء بالمدينة بجوار شيخه الونيسي، ولكن الشيخ الهندي لم يوافقه الرأي وطلب منه الرجوع إلى البلاد والقيام بواجب الإصلاح وخدمة الدين، وأخذ عليه شيخه ألا يجعل علمه سلمًا للأغراض المادية والأطماع الدنيوية فعاهد ابن باديس شيخه على ذلك.

التقى ابن باديس الشيخ محمد البشير الإبراهيمي وبحثا معًا حال بلدهما ووضعا خطة الإصلاح والدعوة، وبعد العودة إلى الجزائر استأنف ابن باديس نشاطه التعليمي والتربوي بعد أن سمح له الوالي رسميًّا بالتدريس المجاني في الجامع الأخضر، فبدأ بتفسير القرآن وكان يحضر له نحو ألفين كل ليلة.

يعدُّ النظر في تجارب الدعاة والمصلحين حافزًا للهمم في ذلك الزمان، ويقدم لنا الكتاب الذي بين أيدينا مقتطفات من مسيرة حياة الإمام المجاهد عبد الحميد بن باديس (رحمه الله)، وهو من أبرز الدعاة المصلحين من ذوي الأثر العظيم في نهضة الأمة، والعوامل المؤثرة في نشأته ومنهجه في الإصلاح، وتجربته الإصلاحية التي تستوجب أن يتوقف عندها الدعاة والمصلحون بالدراسة والتحليل ليستفيدوا منها في طريق الإصلاح والنهوض بهذه الأمة المعطاءة.

مركز البحوث والدراسات بمجلة البيان السعودية، ويهدف إلى بناء الوعي وفقًا لمنهج أهل السنة والجماعة، ويرصد التطورات الحاصلة في مجال الفكر الإنساني عامة والفكر الإسلامي خاصة، ويقدم خلاصات تساعد على كيفية التعامل الصحيح معها، كما يقدم رؤية إسلامية للقضايا السياسية والاستراتيجية ودراسة النوازل الفقهية والعقدية، ويتألف المركز من ثلاث شعب رئيسة هي: شعبة الدراسات السياسية والاستراتيجية، وشعبة الدراسات الشرعية والفكرية والدعوية، وشعبة الندوات والمؤتمرات.