مسيرة التوسعات الأمريكية نحو الهيمنة العالمية
مسيرة التوسعات الأمريكية نحو الهيمنة العالمية
أصبحت سياسة التوسع الأمريكي حتمية عندما ازدهرت القطاعات الصناعية الإنتاجية، فلم تعد تستطيع أسواقها الداخلية استيعاب فائض الإنتاج، وأصبح من الضروري إيجاد أسواق خارجية لتصريف الناتج الصناعي.
وقد توافرت لدى أمريكا المقومات التى مكنتها من بسط سيطرتها خارج حدودها، وهي القوة الاقتصادية والعسكرية الفائقة والبنية الثقافية التي استقطبت الثقافات الأخرى، وكذلك امتلكت أسطولًا بحريًّا قويًّا نجح في السيطرة على التجارة البحرية. واعتمدت أمريكا على استراتيجيات خطيرة للتوسع تراوحت بين الوعود السياسية، أو استخدام القوة العسكرية، أو الحصار الاقتصادي، أو العمل المخابراتي.
تمثلت أولى حركات التوسع في أمريكا اللاتينية عندما تراجع النفوذ الإسباني، فأقامت أمريكا قنصليات لتأمين استثماراتها واستمرار استغلالها لثروات تلك البلاد، وامتدت التوسعات الأمريكية لأبعد من ذلك، فضمت جزيرة هاواى وبورتوريكو للسيادة الأمريكية، وسيطرت على تجارة الأفيون في الصين، كما أجبرت اليابان على توقيع معاهدات تجارية دمرت اقتصادها، ثم أعلنت السيطرة الأمريكية على كوبا بعد أن استغلت الثورة الكوبية لتتدخل عسكريًّا بحجة حماية استثماراتها. وكانت أهم هذه التوسعات عندما شيدت أمريكا قناة بنما للربط بين المحيطين الهادئ والأطلسي لتسهيل حركتها التجارية والعسكرية، ثم أجبرت قطاع بنما على توقيع معاهدة تنص على وضع القناة تحت السيادة الأمريكية.
وبعد الحرب العالمية الأولى والثانية اتجهت أمريكا نحو الهيمنة العالمية، فاعتمدت سياستها على ركيزتين هما: قوة اقتصادية تهيمن على اقتصاد العالم، وحلفاء داعمون لها، وقد حققت ذلك عندما استغلت ظروف الحرب فقدمت الدعم الاقتصادي والمالي لبريطانيا وفرنسا، مما ساعدها على حل مشكلة الأسواق والبطالة، كما اكتسبت حلفاء أقوياء ضد الاتحاد السوفييتي.
الفكرة من كتاب الفكر السياسي والاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية
هذا الكتاب دراسة لظاهرة سياسية فريدة من نوعها، وهي ارتقاء أمريكا من مجتمع غير حضاري، نشأ من هجرات بشرية غير متجانسة فكريًّا أو حضاريًّا أو ثقافيًّا، إلى إمبراطورية وقوة عالمية ليس لها نظير. ويناقش الكتاب دور العقيدة الدينية للمؤسسين الأوائل في نشأة الفكر السياسي الأمريكي، كما يتناول تحليل النزعة البراغماتية للشخصية الأمريكية ومدى تأثيرها في سياستها الخارجية وعلاقاتها الدولية. ويتتبع الكتاب التوسعات الأمريكية داخل القارة وخارجها في مسيرتها للهيمنة العالمية، والتحديات التي واجهتها، ومدى تأثير ذلك في صياغة العقيدة العسكرية الأمريكية لحماية أمنها القومي.
مؤلف كتاب الفكر السياسي والاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية
الدكتور عبد القادر محمد فهمي: ولد عام 1951 في بغداد، عمل أستاذًا للعلاقات الدولية والاستراتيجية في كلية العلوم السياسية جامعة بغداد، وهو عضو في الجمعية العربية للعلوم السياسية، وله العديد من البحوث والدراسات في مجال اختصاصه، منها:
“النظام السياسي الدولي: دراسة في الأصول النظرية والخصائص المعاصرة“.
“النظام الإقليمي الشرق أوسطي: الإشكاليات الفكرية والمنهجية“.
“الصراع الدولي وانعكاساته على الصراعات الإقليمية“.