مسرحية الانبساطية
مسرحية الانبساطية
يُناقش علماء علم النفس مسألة تُعرف بـ”الشخص- الموقف” وسؤالها: هل السمات الشخصية الثابتة موجودة حقًّا؟ أم أنها تتحوَّل وفقًا للموقف الذي يجد الناس أنفسهم فيه؟ وبهذه المسألة يمكننا السؤال: هل الشخص الانطوائي غير قادر على الخروج من منطقة راحته وهدوئه؟ أم أنه قادر على ذلك بحسب ما يتطلَّبه الموقف؟
يجيب عن ذلك السؤال الأستاذ “برايان ليتل” من خلال نظرية “السمات الحُرَّة”، فسماتنا عبارة عن مزيج نسبي بين الطبيعة البيولوجية وبين الثقافة المجتمعية التي نشأنا فيها، يمكننا أن نخرج من حدود الطبع، فالانطوائي قادر على أن يكون انبساطيًّا من أجل شيء يعتبره مهمًّا أو له قيمة كبيرة عنده، إنه قادر على التظاهر بالانبساطية.
كما يمكن للانطوائي تفعيل مراقبته الذاتية من خلال تبنِّيه سمات الانبساطيين وتقليده لهم وقت الحاجة إلى الانبساطية والانفتاح، فمثلًا لو كان الانطوائي أستاذًا جامعيًّا فإنه يمكنه خلال الشرح تبنِّي دور الأستاذ الانبساطي، وفي حالة انتهائه يعود إلى منطقة راحته ليُعيد ترتيب نفسه مرة أُخرى، لأن قيامه بدور الانبساطي بلا شك أمر مرهق عليه، ويجب الحذر حينما يقوم الانطوائي بتقليد الانبساطي، فمن الممكن أن تنقلب الأمور لو بالغ في التقليد.
أما في حالة تكامل السمتين وتعاملهما معًا، كأن تكون الزوجة انطوائية والزوج انبساطيًّا فقد يعتقد الكثيرون أن من الصعب تأقلمهما معًا، إلا إنهما بالتفاهم ومعرفة كل طرف الكيفية التي يرتاح لها الطرف الآخر يمكن تحقيق أفضل النتائج والصور من العلاقات، وأن يحاول الطرفان الاقتراب إلى منطقة وسطى يستطيع كلٌّ منهما التصرُّف فيها دون بذل جهد كبير مرهق.
الفكرة من كتاب الهدوء: قوة الانطوائيين في عالم لا يتوقف عن الكلام
“إنه انطوائي لن يستطيع الاندماج في هذه الحياة!” كثيرًا ما نسمع مثل هذه العبارات حولنا، والتي تحمل في دلالتها أن الشخص الانطوائي هو شخص منغلق، خجول، يخاف من الناس، وأن هذه الصفات تعني عدم تأهُّل الشخص للخوض في الحياة، ولكن هل بالفعل كلمة “انطوائي” تعني هذه الصفات؟ وهل “الانطوائي” شخص عاجز على عكس “الانبساطي”؟ وهل بالفعل تُعدُّ “الانطوائية” اضطرابًا سلوكيًّا يجب التخلُّص منه؟
في هذا الكتاب بذلت الكاتبة جهد سنوات لتُقدِّم لنا مفهوم “الانطوائيَّة” بمعناها الحقيقي الدقيق، وكيف للثقافة المُجتمعية أن تؤثر في مفهوم الانطوائية، وما المُمميزات والمهارات التي يتمتَّع بها الانطوائي، وكيف يمكن للمجتمع والأسرة توظيف تلك المهارات.
مؤلف كتاب الهدوء: قوة الانطوائيين في عالم لا يتوقف عن الكلام
سوزان كين: كاتبة أمريكية ولدت سنة 1968م، درست المُحاماة من كلية هارفارد ثم اتجهت إلى التأليف، فألَّفت كتاب “الهدوء: قوة الانطوائيين في عالم لا يمكنه التوقف عن الحديث” عام 2012، وشاركت في تأسيس شركة Quiet Revolution.
Quiet Journal: Discover Your Secret Strengths and Unleash Your Inner Power.
Bittersweet: How Sorrow and Longing Make Us Whole.
معلومات عن المُترجم:
عماد إبراهيم عبده: ترجم عددًا من الكُتب، منها:
ماذا لو؟ إجابات علمية جدية عن أسئلة افتراضية غير معقولة.
خط الدم أو حمرة الغسق في الغرب.