مستقبل الإنجليزية في العلم
مستقبل الإنجليزية في العلم
مع أن الماضي لا يمكن أن يكون نموذجًا دقيقًا لتطور اللغة الإنجليزية بسبب تقدم التكنولوجيا وتطور المؤسسات المستمر، يمكن أن ينطبق الإطار الزمني لاستمرارية هيمنة اللغات على الإنجليزية، خصوصًا أنه لا يوجد أي منافس حالي يشير إلى غير ذلك، إلا أنه يمكن ظهور أي منافس في أي وقت.
من المتوقع أن يتوسع العلم الحديث في دول العالم النامية وذلك من شأنه توسيع التعددية اللغوية، ولا يخفى على أحد امتيازات العولمة السريعة للإنجليزية التي تقع على متحدثيها كلغة أم، غير أنه في ظل تحول معظم شعوب العالم إلى التعددية اللغوية، فستنقلب الآية ويصبحون أحاديي اللغة معزولين عن العالم، وقد يبدؤون في الحكم بغير تسامح مع صيغ التنوعات الإنجليزية العالمية غير المتطابقة مع الإنجليزية المعيارية.
وعلى ذكر تنوعات الإنجليزية العالمية، فمن المحتمل أن تستمر في التجزؤ إلى أشكال محلية متزايدة، وقد تتحول هذه الأشكال إلى لغات منفصلة مع مرور الوقت، وبناءً على ذلك ربما يبدأ اتجاه سائد بالتقبل لهذه الأشكال أو ستكون هناك تحركات رجعية من متحدثي اللغة أنفسهم لوضع قواعد للغة العلمية العالمية.
من الممكن أن تُحدث التطورات التقنية تغيرات جذرية في اللغة والعلم نفسه، ومن المحتمل أن تؤثر الترجمة الآلية في عالمية الإنجليزية، غير أنها لم تقدم نتائج مؤثرة تُرجح ذلك بعد، فلم تُنتج أية تراجم صالحة للاستعمال الأكاديمي.
من المؤكد أن الأهمية الجغرافية السياسية ستصبح خارج الموضوع تمامًا، فإنه -كما ذُكِرَ- من المرجح تراجع أمريكا في المجال العلمي خلال العقود المقبلة، ولن يؤثر هذا في الهيمنة العلمية الإنجليزية، وبذلك، من يجب أن يهيمن على العلم بالإنجليزية؟
الفكرة من كتاب هل يحتاج العلم إلى لغة عالمية؟ اللغة الإنجليزية ومستقبل البحث العلمي
قديمًا كانت المؤتمرات العلمية الدولية تكتظ بأنبغ العقول وألمعها، ومع ذلك كانت تُعقد الألسنة ولا تُحل إلا بوجود المترجمين، فقد كان وجود المترجمين في المؤتمرات والاجتماعات البحثية ضرورة بالغة تتساوى في أهميتها مع وجود العلماء والباحثين أنفسهم، وقد تغالبها في بعض الأحيان، أما الآن فمن الممكن أن يجتمع عالم من الصين وآخر من الأرجنتين مع باحث مصري وآخر ألماني ويتناقشون معًا بكل سهولة، ويشاركون إنتاجهم البحثي والفكري، ويتعاونون لإنتاج المزيد، وكل هذا من خلال لسانٍ أجنبي واحد يوحدهم. وبالنظر إلى الماضي، فقد تقدم العلم بالفعل بشكل سريع لا يمكن تصوره، حتى إنه خلق عالمًا جديدًا من خلال لغة واحدة تجمع العالم، وهذه اللغة هي الإنجليزية.
مؤلف كتاب هل يحتاج العلم إلى لغة عالمية؟ اللغة الإنجليزية ومستقبل البحث العلمي
سكوت ل. مونتغمري :عالم جيولوجي استشاري، وأستاذ في مدرسة جاكسون للدراسات الدولية في جامعة واشنطن، مترجم علمي وناشر مستمر في مجلة فوربس عن علم الجيولوجيا والتغير المناخي وتاريخ العلوم واللغة والاتصال.
من أهم كتبه:
القوى الكائنة: الطاقة العالمية للقرن الواحد والعشرين وما بعده.
العلم في الترجمة: حركة المعرفة عبر الثقافات والزمن.
معلومات عن المترجم:
فؤاد عبد المطلب
عميد سابق لكلية الآداب في جامعة جرش بالأردن، ويعمل حاليًّا أستاذًا بقسم اللغة الإنجليزية والترجمة، وعميدًا للبحث العلمي والدراسات العليا في الجامعة نفسها، حصل على دكتوراه في الفلسفة في الأدب الإنجليزي من جامعة إسكس ببريطانيا، وهو عضو حالي في اتحاد الكتاب العرب في دمشق، ورابطة الكتاب الأردنيين، وقد شارك في عدد من المؤتمرات العلمية المحلية والدولية، ونُشر له عديد من الأبحاث والمقالات والكتب المؤلفة والمترجمة، منها:
جيفرسون والقرآن: الإسلام والآباء المؤسسون، لدينيس أ. سبيلبرج.
الفكر العربي بعد العصر الليبرالي.. نحو تاريخ فكري للنهضة، لدجنس هانسن وماكس وايس.د