مساعدة الأطفال على التعامل مع مشاعرهم
مساعدة الأطفال على التعامل مع مشاعرهم
تقول الكاتبتان: “الحياة مع الأولاد قد تكون مُنهِكة”، وهذا بالفعل ما يحدث، كل الأهالي لديهم مشكلات مع أبنائهم مع سلوكياتهم وردود أفعالهم، وقد لا يفهمونهم غالب الوقت، لكن السؤال هنا لماذا قد لا يفهم الأهل مشاعر أبنائهم، بل يحاسبونهم على سلوكهم فحسب، وهذه تربية قاصرة لأن الأطفال يعبِّرون عن مشاعرهم في سلوكياتهم، وكثيرًا ما يقع الوالدان في خطأ فهم سلوكهم، أي مشاعرهم، ولا يربطون بين السلوك والشعور، فعندما يكون لدى الأطفال مشاعر إيجابية تكون تصرُّفاتهم صحيحة، ولكي يساعدهم والداهم فعليهم تقبُّل مشاعر أطفالهم وفهمها على النحو السليم لأن الرفض المستمر لمشاعر أطفالنا يعرِّضهم للتشويش الفكري والسلوكي، وقد يتجاهلون مشاعرهم ولا يستطيعون التعبير عنها بنحو صحيح، مثال على ذلك: عندما يخبرك ابنك بأنه حرَّان وأنت تشعر بالبرد عليك تقبُّل ذلك فحسب والحديث معه بهدوء، وليس إرغامه على ارتداء معطف ثقيل أو الرد عليه، فليس معنى ذلك أنك لا تشعر، ولكن عليك أن تعلم أنه لا أحد منا على خطأ أو صواب مطلق، وذلك حتى يشعر ابنك باستقلالية شعوره والتعبير عنه بسلاسة، كما أنه سيُقلِّل عدد المشاجرات بينكم.
وأكثر ما يساعد على فهم مشاعر الأطفال الإصغاء إليهم بانتباه، والاعتراف بمشاعرهم وتقبُّلها مع كلمات مناسبة مثل نعم وبالطبع مع التعاطف، وسَمِّ مشاعرهم، واتركْ لهم التمنِّي وفُسحة من الخيال، فإذا جاء طفلك بشكوى وأنت تفعل شيئًا ما لا تستمع له بنصف إصغاء لأنه سيختصر في حديثه، بل انظر إليه واترك ما في يدك أو استأذنه أنك ستنتهي حالًا، وستكون معه ثم أصغِ إلى حديثه كاملًا دون مقاطعة، مع الحذر من عدة أمور بألا تعطيه نصائح أو أسئلة تقاطعه بها وتُشكِّكه في ما حدث أو في شعوره، ولا توبِّخه وأعطِه فرصة إيجاد حلول ملائمة من خلال الكلام، ولا تنكر عليه شعوره، ولا تفسِّر له بالمنطق، فكلما زدت منه زاد رفضه، وأعطِهم مرادفات يستطيعون فهمها وتكون مشاركتك حقيقية وقتها.
الفكرة من كتاب كيف تتحدَّث فيصغي الصغار إليك وتُصغي إليهم عندما يتحدثون؟
خاضت الكاتبتان فترة طويلة من حياتيهما سعيًا للتعلُّم ولإيجاد طريقة مناسبة للآباء كي تخبراهم ماذا عليهم فعله مع أبنائهم، وقد كان هذا التساؤل وما زال صعبًا على أي مُحاضر تربوي أو مُربٍّ أو أي مسؤول ومهتم بالتربية، فقد قضى بعض الآباء ورش عمل كثيرة مع الدكتور هايم جينوت، وهو اختصاصي علم نفس الطفل والوالدين، واكتسبوا مهارات متعدِّدة للتعامل مع أنفسهم وأبنائهم، لكن تظلُّ علاقة الوالدين مع أطفالهم فريدة من نوعها حتى لو تشابهت المشكلات والمميزات تظل مثل البصمة لكل واحد منهم أمر خاص به، ولم يكن ولن يكون هناك نصائح محدَّدة في التربية، بل ربما سنطلق عليها نوعًا من الإطار أو التوصيات والإشارات إلى الطرق السليمة نفسيًّا في التعامل مع طفلك، وهذا ما سيأخذنا إليه هذا الكتاب اليوم حول مساعدة أطفالك على التعامل مع مشاعرهم والعقاب وغيره.
مؤلف كتاب كيف تتحدَّث فيصغي الصغار إليك وتُصغي إليهم عندما يتحدثون؟
إديل فابر: تخرَّجت في كلية كوينز بدرجة البكالوريوس في المسرح والدراما، وحصلت على درجة الماجستير في التربية من جامعة نيويورك، كما عملت بالتدريس في المدارس الثانوية بمدينة نيويورك لمدة ثماني سنوات، وكانت فابر أيضًا عضوًا سابقًا في هيئة التدريس في المدرسة الجديدة للبحوث الاجتماعية في نيويورك ومعهد الحياة الأسرية بجامعة لونغ آيلاند.
ولها مؤلفات عديدة أخرى مثل: “أشقاء بلا تنافس: كيف تساعد أطفالك على العيش معًا حتى تتمكَّن من العيش أيضًا”.
إلين مازليش: مؤلفة أمريكية، ومعلمة للوالدين، كتبت عن مساعدة الآباء والمعلمين على التواصل بشكل أفضل مع الأطفال، حصلت على شهادة في فنون المسرح من جامعة نيويورك، قبل أن تقضي وقتًا كاملًا في تربية أطفالها الثلاثة، عملت بتدريس وتطوير برامج درامية للأطفال في منازل المستوطنات في مدينة نيويورك.
ولها عدة مؤلفات منها: “الآباء المتحرِّرون، الأطفال المحررون: دليلك لعائلة أكثر سعادة”.
وقد اشتركتا في تأليف: “كيف تتحدث حتى يتمكَّن الأطفال من التعلم”، و”كيف تكون الوالد الذي تريده دائمًا”.
معلومات عن المترجمة:
فاطمة عصام صبري: مُترجمة، وعملت بالمكتبة المركزية جامعة دمشق، وترجمت العديد من الكتب والمقالات، ومن هذه الكتب: “كتاب “رموز العلم المقدس” لمؤلفه روني غينون، و”أسرار حرف النون” لمؤلفه روني غينون، و”مهد الحضارة الغربية في الشرق الأوسط” لمؤلفه جورج سارتون.