مسارات أخرى للحصول على التمويل والموارد
مسارات أخرى للحصول على التمويل والموارد
ننتقل إلى الحديث عن المسار الخامس للحصول على التمويل، ويتمثل في الحصول على المنح الحكومية، فبينما تعمل المؤسسات الاجتماعية على مساعدة الحكومة في الاهتمام بمسؤولياتها بصورة مباشرة أو غير مباشرة، توفر الحكومة لهذه المؤسسات بعض المنح لمساعدتها على تحقيق أهدافها، وعلى الرغم من مميزات هذا المسار التي تتمثل في توفير بعض موارد الدولة لمساعدة المؤسسة الاجتماعية على تحقيق أهدافها، فإن هناك قيودًا ثقيلة تفرضها الحكومات، وقِلة في المرونة نتيجة التزام الحكومة بتفسير كل ما تنفقه من الأموال للرأي العام.
وبينما تميل المؤسسات التي تتبع المسارات السابقة إلى انتظار إحدى الجهات الأخرى لتقدم إليها الدعم والمساعدة، تميل بعض المؤسسات الأخرى إلى السعي نحو توفير مصادر دائمة للتمويل بأنفسها، وذلك عن طريق تحقيق المبيعات أو منح الامتيازات أو عقد الشراكات مع مؤسسات أخرى.
يمكن للمؤسسة تحقيق المبيعات، ويكون ذلك مثلًا عن طريق استخدام نموذج التسعير التفضيلي الذي يعتمد على القدرة الشرائية للمشتري، إذ توفر هذه المؤسسات منتجاتها للأشخاص غير القادرين ماديًّا بأسعار زهيدة، بينما تقدمها إلى الأشخاص الميسورين بأسعار أكبر، وتجلب بعض المؤسسات الأخرى التمويل إلى أنشطتها عن طريق تحصيل رسوم عضوية من الأشخاص، أو منح الامتيازات لمؤسسات أخرى عن طريق اشتراكها مع المؤسسة الاجتماعية في المسمى والعمل على تحقيق الرؤية والأهداف نفسها في أماكن أخرى، وربما تتجه المؤسسة إلى خلق شراكات مع المؤسسات ما يقدم مساعدة قيمة إلى كلا الطرفين تتمثل في مشاركة الخبرات وقواعد الزبائن.
وتسعى بعض المؤسسات وراء الحصول على رأس المال المضارب للمستثمرين، وبينما يقدم هؤلاء المستثمرون الخبرة والمال إلى المؤسسات الاجتماعية، يتوقعون الحصول على عوائد مالية عالية لذلك ربما تقل الخيارات المتاحة للحفاظ على الرسالة الاجتماعية للمؤسسة.
الفكرة من كتاب قوة الحمقى: كيف يخلق المتعهدون الاجتماعيون الأسواق التي تغير العالم
ربما يقتضي العقل محاولة التوافق مع العالم الذي نعيش فيه، ومع ذلك فإن بعض الأشخاص يسعون إلى تغيير العالم حتى يوافق أحلامهم وطموحاتهم، وبينما يرى بعضُ الناس هؤلاء الأشخاص “حمقى”، يرى بعضهم الآخر أن تقدم هذا العالم مرهون بهؤلاء الحمقى، وهؤلاء الحمقى هم المتعهدون الاجتماعيون ممن يسعون إلى تحقيق أهداف اجتماعية أو بيئية لا تحظى بالاهتمام الكافي من الأسواق التجارية المعتادة أو الحكومات، يتضمن الكتاب تعريف المتعهد ونماذج العمل التي تتبعها المؤسسات الاجتماعية وطرائق التمويل التي يعتمدون عليها، وكيف يفكرون ويبنون الأسواق الجديدة للمستقبل، مع ذكر بعض التجارب الريادية التي نجحت في تغيير المجتمعات التي نشأت فيها.
مؤلف كتاب قوة الحمقى: كيف يخلق المتعهدون الاجتماعيون الأسواق التي تغير العالم
جون إلكنتون: وُلِدَ في بريطانيا عام 1949م، درس في جامعة لندن ثم أسس منظمته الخاصة التي تعمل في مجال تقديم الاستشارات للشركات التي تسعى إلى تحقيق الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، له مؤلفات أخرى لكنها لم تُتَرجَم إلى العربية من أهمها كتاب:
The Chrysalis Economy.
باميلا هارتيغان: عملت على مدار ثمانية أعوام مديرة لمؤسسة شواب السويسرية للتعهدات الاجتماعية والبيئية، ثم عملت في ما بعد مديرة لمركز سكل للتعهدات الاجتماعية الذي تأسست المؤسسة القائمة على تمويله في جامعة أكسفورد البريطانية.
معلومات عن المترجم:
أسامة الغزولي: يعمل صحفيًّا ومترجمًا، وقد عمل بالترجمة لدى القوات المسلحة المصرية وعدة صحف مصرية وعربية بالإضافة إلى بعض المنظمات الدولية، ترجم عدة كتب أخرى منها كتاب السينما والأيديولوجية وشباك التذاكر.