مسائل خلافية
مسائل خلافية
قضية ضرب الزوجات قضية شائكة لطالما شغلت منصات الإعلام والأذهان، والكاتب يرى أن الضرب ليس كله مذمومًا، وأن البعض من الحقوقيين الذين يقدسون حقوق النساء يتخذون موقفًا مضادًّا للشريعة في مسألة ضرب المرأة الناشز مثلًا، فالأصل في الضرب أن يكون بهدف الحاجة إلى التأديب؛ ممزوجة بعاطفة المربي، فمسألة الضرب في الإسلام مشروطة بعدة عوامل، منها: إصرار الزوجة على العصيان، وكذلك مراعاة التناسب بين الخطأ والعقوبة.
وألا يكون الضرب مُبرحًا؛ فيجب استخدام السواك أو غيره، وأن يتجنب الزوج أماكن الخطر مثل الوجه والبطن، وألا يسبِّب عاهات، وألا يتكرر الضرب في نفس الموضع، وأن يبُتغى به أولًا وأخيرًا الإصلاح لا الإهانة، ولا بد من الإشارة إلى أن الضرب هو آخر حلول التأديب، فالحفاظ على نفسية المرأة من مقتضيات مسؤولية زوجها، كما أن بعض النساء لا تستقيم إلا بالضرب، بل قد يعجبها هذا الأمر من زوجها!
كما أن الكثير من الأزواج يشكون فقر المشاعر وقلة التودد بين الزوجات والحموات، سواء أكان من جانب الزوجة بإغراء زوجها بعقوق أمه، أو كان من جانب الأم بمنافسة زوجة ابنها عليه، وكذلك تأويل العبارات وتضخيم العيوب، والسبب في هذه المشاحنات يرجع في الغالب إلى ضعف التقوى وسوء التربية وصغر النفس، كما أن بعض الأمهات لا تكف عن عقد المقارنات بين زوجات الأبناء، وفي ذلك مدعاة للنفور والغيرة وسوء الظن.
ولحل هذه الإشكالية يجب على الزوج أن يتفهم طبيعة والديه، وأن يمحِّص فيما يسمعه عن زوجته، وأن يفهمها ويذكِّرها أنها ستصبح أمًّا يومًا ما، ويجب على الزوجة أيضًا أن تكرم زوجها في والديه، كما عليها أن تنظر إلى حماتها على أنها جدة أولادها، وما سبق لا يخلو من تحميل أم الزوجة مسؤولية نسبية، فعليها أن تبادر بالتغافل واللين في النصيحة، وأن ترتضي لزوجة ابنها ما ترضاه لابنتها.
الفكرة من كتاب فقر المشاعر
يتناول الكتاب قضية فقر المشاعر ويتطرَّق إلى مظاهرها وأسبابها، كما يتحدث عن غياب عنصر التقدير في العلاقات، وذلك من خلال الاستشهاد بالعديد من نصوص الوحي، ومواقف من السيرة، ومشاهد من حياة الصحابة والمعاصرين، فهو يركز على ماهية المشاعر ويقف على حقيقة وفطرة احتياج الإنسان إليها، كما يشير إلى أن الناس في التعبير عن مشاعرهم يتباينون، بين شخص شحيح التعبير، وآخر متملِّق.
أما الشخص المتزن في التعبير عن مشاعره غير المشروطة بمصلحة؛ فإننا نفتقده في زمننا هذا، ومسألة فقر المشاعر هي ظاهرة لا يتوقف عندها الكثيرون رغم أهميتها، كما أن الحاجة إلى التعبير عن المشاعر ليست مسألة رفاهية، وإنما نحن كبشر نحتاج إلى جرعات مستمرة من المشاعر الدافئة التي تبدِّد الأوهام من رؤوسنا، والجميل في الأمر أن الدين يدعو إلى بث المشاعر الصادقة بين الناس، فنصوص الوحي تُجمل وتُفصِّل في هذه المسألة، فالشريعة تأمر بمراعاة المشاعر، وكذلك استدامة الألفة بين المسلمين، وعدم تناسي الفضل بينهم.
مؤلف كتاب فقر المشاعر
الدكتور محمد بن إبراهيم الحمد: عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة القصيم بالسعودية، قضى معظم حياته العملية في التدريس في الجامعات، وله نشاط موسع في إصلاح ذات البين وحل المشكلات الاجتماعية، وله العديد من المؤلفات التي بلغت حوالي 85 كتابًا.
تقع مؤلفاته في مختلف الفروع والفنون، مثل: العقائد والأديان والمذاهب والأحكام والتربية والزواج، وغيرها، ومن مؤلفاته: “التوبة وظيفة العمر”، و”الهمة العالية”، كما أن له العديد من المؤلفات التي تدرس في الجامعة كمقررات دراسية، مثل: “الإيمان بالقضاء والقدر”، و”رسائل في العقيدة”، و”رسائل في الأديان والمذاهب والفرق”.