مسألة الاستقلالية
مسألة الاستقلالية
تعد مغادرة الأبناء للمنزل في مراحل استقلالهم للزواج والعمل من المراحل الصعبة على الوالدين، وتستغرق وقتًا للتأقلم معها، وفي هذه الحالة لا توجد أسباب عاطفية وراء ابتعاد الأبناء عن أهلهم، وإنما تكون تلك من نتائج المرحلة الجديدة المتعلقة باستقلالهم والبحث عن طريقهم الخاص، ويسارع الأهل في بعض الأحيان بإلقاء اللوم على طرف خارجي يرونه سببًا في ابتعاد الابن، كشريك حياة الابن أو الابنة أو الأصدقاء، ويرفضون تصديق الدور الذي يلعبه السعي نحو التفرد في مراحل الشباب الأولى من حياة الأبناء، ولأن تغيير ذلك الواقع غير متاح، فإن تفهم هذا الوضع سوف يساعد الأهل على التأكد من أن هذا التفرد ليس انفصالًا أو قطيعة، وبذلك سيبحثون مع أبنائهم عن تحقيق توازن صحي في طرائق التواصل الجديدة.
إذا كان الابن صديقًا لأهله فسيزداد شعورهم بالخسارة والحزن لفقدان هذه العلاقة، ولكن من الممكن أن تكون الصداقة هي ما عرّض الابن للضغط عندما شعر بالتزام تلك الصداقة وأن يكون صديقًا جيدًا لأهله، وتلك الصداقة قد تحرمه اكتشاف العالم بشكل مستقل وممارسة حياته الطبيعية مع رفاقه والدخول في التجارب الجديدة، ولكل تلك الأسباب، عندما يأتي وقت مغادرة الابن للاستقلال بحياته، سيجد راحة في الانفصال عن أهله ليشعر بالتحرر من ذلك الارتباط، لذا فمن الأفضل أن يحرر الأهل أبناءهم ويمنحوهم فرصة لارتكاب الأخطاء والتعلم، لأن تلك المساحة من الحرية ستفيد الآباء عندما يكبر أبناؤهم، لأن أية رغبة في منع الابن البالغ من التجربة وارتكاب الأخطاء دون طلبه للمساعدة، ستزيد رغبته في الابتعاد عن الأهل.
الفكرة من كتاب إحياء التواصل بعد القطيعة مع ابنك البالغ: طرق ونصائح عملية لتضميد شرخ العلاقات مع ابنك المنفصل عنك
في المجتمع الحديث نلاحظ تدهور العلاقات بين الأبناء والوالدين عندما يبلغ الأبناء ويبدؤون في الاستقلال بحياتهم، وهو ما يهدد صورة الأسرة المترابطة عبر الأجيال من خلال شبح الانفصال والقطيعة، فمن أكثر الأمور إيلامًا للوالدين شعورُ الإقصاء والاغتراب عن أبنائهم.
وفي موضوع إصلاح العلاقات لا يمكن لخطة واحدة أن ترشد الجميع إلى الطريق الصحيح، لذا جاء الكتاب جمعًا لآراء وأفكار ومعلومات قابلة للتطبيق الواقعي، يمكن الاختيار من بينها وفقًا لظروف الحياة المختلفة، كما يدعونا إلى تغيير طريقة التفكير والتصرف وكيفية المبادرة بتسوية الخلافات مع الابن المنقطع.
مؤلف كتاب إحياء التواصل بعد القطيعة مع ابنك البالغ: طرق ونصائح عملية لتضميد شرخ العلاقات مع ابنك المنفصل عنك
تينا غيلبرتسون: كاتبة ومتحدثة وصانعة محتوًى، عملت سابقًا في تحرير الصحف المحلية في موطنها بِفانكوفر كولومبيا البريطانية، وعملت بالتمثيل ثم استقرت في عملها معالجة نفسية بعد أن تخرجت بدرجة الماجستير في علم النفس الإرشادي.
ومن مؤلفاتها المنشورة:
Constructive Wallowing: How to Beat Bad Feelings by Letting Yourself Have Them