مزيد من النصائح لتطوير التفاعلات الاجتماعية

مزيد من النصائح لتطوير التفاعلات الاجتماعية
من أهم علامات نضج العلاقات أن يضع المرء نفسه محل الآخرين ويتعاطف معهم، ويتفهم أنهم مختلفون ولكلٍّ وجهة نظره وثقافته وتربيته، وأن اختلافه مع غيره لا يفسد للود قضية، وعليه لكسب الصداقات ألا يفرض آراءه على الآخرين، وألا يحاول تعديل معتقداتهم إلا إذا طُلب منه، وأن يلتزم الحياد عند النقاش حتى لا يتحول إلى جدال، إذ إنه إذا استمر في نقدهم ومهاجمتهم فسيكرهون التحدث إليه، وسيتجاهلونه لأنه يشعرهم بالإحباط، ويجعلهم في موضع دفاع دائم عن النفس.

وفي بعض الأحيان ينمّ تحكم المرء في آراء الآخرين وسلوكياتهم ونقدهم المستمر عن انعدام الشعور بالأمان وخوف من أن يراه البعض غير مؤهل وأقل شأنًا، ومن ثم يغتنم أي فرصة ليقلل من غيره ويظهر معرفته، ولكن في الواقع، جعلُ الناس يشعرون بالدونية لن يحقق مصلحة الفرد الشخصية، وإن حاول إفادتهم أو تعديل سلوكهم، لأنه لا يرى العالم إلا من وجهة نظره متجاهلًا ما يشعر به الآخرون.
وعلى المرء معرفة الدوافع الخفية وراء من يتصرفون بتباهٍ، إذ يحاولون زعزعة ثقته بنفسه، ويبرزون إنجازاتهم كي يدرك الآخرون قيمتهم، ولكن ذلك لا ينجح في جذب أناس جيدين، وأفضل طريقة يتبعها المرء للافتخار بإنجازاته هي التحدث بتواضع وصدق دون أن يقلل من قيمته، وألا يتبع أسلوب التباهي الزائف القائم على الشكوى، فتلك الطريقة لا تؤتي ثمارها، ولا يوجد شيء أكثر خداعًا من المظهر المتواضع الذي يخفي وراءه تباهيًا غير مباشر.
ومن أهم أدوات التفاعل الناجح مخالطة الناجحين والسعداء، والتحكم في لغة الجسد عند التعامل مع الآخرين، كالتفاعل بإيماءات اليدين، وتعبيرات الوجه، ونبرة الصوت، والتواصل بالأعين دون تحديق، وعلى الخجولين التغلب على عادة النظر بعيدًا عندما ينظر أحد إلى أعينهم، وأن يحثوا الآخرين على التحدث عن أنفسهم دون أن يتحول التحدث إلى مقابلة شخصية، وألا يتصرفوا بعفوية مع الغرباء دون تفكير، إذ تنتج أخطاء لا يُدرك مدى فداحتها إلا عند تحطم العلاقات وانتهائها.
الفكرة من كتاب فن الذكاء الاجتماعي: كن شخصية مؤثرة، ولديها ثقة بالنفس وحضور اجتماعي مميز
تختلف برمجيات الأدمغة البشرية بعضها عن بعض إلى حد ما، إلا أن الدوافع البشرية الأساسية موحدة بشكل كبير، ومنها حاجة جميع البشر إلى تفاعلات اجتماعية من أجل صحتهم العقلية والجسدية، ومن ثم طوروا عبر آلاف السنين ما يساعدهم على الاختلاط بالآخرين لأغراض الصيد والتناسل والبقاء على قيد الحياة.
ويهدف هذا الكتاب إلى اكتشاف ما يمنح المرء إحساسًا بالانسجام مع الآخرين، ويساعده على تحسين ذاته ورفع مستوى اليقظة والانتباه، كما يهدف إلى معرفة ما يبحث عنه الأشخاص عندما يقيمون بعضهم بعضًا، ويقدم خريطة طريق لتحقيق النجاح الاجتماعي بالاطلاع على دراسات في علم النفس الاجتماعي.
مؤلف كتاب فن الذكاء الاجتماعي: كن شخصية مؤثرة، ولديها ثقة بالنفس وحضور اجتماعي مميز
باتريك كينج: كاتب ومدرب متخصص في التفاعلات الاجتماعية ومهارات التواصل في سان فرانسيسكو وكاليفورنيا، ذاع صيته في منصات ومجلات عديدة مثل: TEDx وNBC News وBusiness Insider، ومن أشهر مؤلفاته:
10 دقائق مع الفلسفة: مختصر أهم ما قدمه فلاسفة العالم.
اقرأ الناس كأنهم كتاب.
تحدث أمام الجميع بجاذبية: تعلم فن الارتجال والحوار الممتع.
معلومات عن المترجمة:
مروة هاشم: مترجمة ومحررة صحفية، درست الأدب الإنجليزي بكلية الآداب جامعة القاهرة، والترجمة التحريرية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وهي عضوة في لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة في مصر منذ نوفمبر 2017، نشرت عديدًا من المقالات والحوارات الصحفية في عديد من المواقع الإخبارية والمجلات المصرية، كما صدر لها أكثر من خمسة عشر كتابًا مترجمًا من أبرزها: “عبودية الكراكيب”، و”ترجمان الأوجاع”، و”فن الحياة”.