مزيد من الخطوات قبل أن تتخذ القرار
مزيد من الخطوات قبل أن تتخذ القرار
هكذا عرفنا الخطوتين الأولى والثانية من خطوات تحسين اتخاذ القرار، والآن نحن بصدد معرفة الخطوة الثالثة التي تنطوي على استحضار العواقب المترتبة على قرار معين، والأداة التي من شأنها مساعدتك على تنفيذ هذه الخطوة هي أداة “إما وإما”، فمثلًا إذا أردت خسارة الوزن تستطيع استخدام أداة “إما وإما” هكذا: إما أن أفقد وزني الزائد وأحافظ على صحتي وقدرتي على ممارسة أنشطتي اليومية، وإما أن أظل في سجن السمنة وأعرض نفسي لخطر الإصابة بالأمراض المزمنة. والهدف الأساسي من أداة “إما وإما” هو تأطير الخيار وإحاطته بالعواقب الجيدة والسيئة حتى تختار على بينة، وما بعد التنبيه بالعواقب يجب أن يكون تمسكًا بالجيد منها والتزامًا بما يتماشى مع أهدافك ورؤاك، وهذا هو الهدف المرجو من الخطوة الثالثة، ولذا في المرة القادمة التي تتكاسل فيها عن عملك أو تقرر تأجيل مهامك، جرب أن تستخدم “إما وإما” كالتالي: إما أن أنجز عملي وألتزم بمسؤوليتي، وإما أن أُراكم المهام واحدة تلو الأخرى فأعجز عن إتمامها وربما أخسر عملي وأهدافي.
ها نحن قد انتهينا من الحديث عن الخطوة الثالثة، والآن لننتقل إلى آخر خطوات تحسين اتخاذ القرار التي تتعلق بحال صميم قلبك، لأنه إذا امتلأ هذا القلب بمشاعر إيجابية من الحب وتقدير الذات، فما الذي سيخرج منه سوى قرارات داعمة وإيجابية؟! وأيضًا إذا سيطرت عليه المشاعر والتصورات السلبية فستكون القرارات الهدامة هي النتيجة الحتمية لذلك، فقلبك ونفسك ما هما إلا مرآة تستقبل المؤثرات والمدخلات المختلفة ثم تعكسها في طرائق تفكيرك وسلوكك وقراراتك، فإذا أردت أن تحسن من قراراتك، فالأولى أن تتجه إلى قلبك ونفسك وتمحص ما فيهما من تصورات عن نفسك وعن الحياة، وأن تهتم بالرجوع إلى طفولتك والتنقيب فيها عما قد يؤثر فيك اليوم
لأن كثيرًا من قراراتنا وسلوكياتنا الحالية ناشئة عن طريقة تربيتنا وأحداث طفولتنا، ومن الضروري -في حال كنت أبًا أم أمًّا- أن تشبع أولادك عاطفيًّا وأن تعزز احترامهم لأنفسهم وتساهم في خلق توجه إيجابي لهم، كذلك من المهم أن تنقي قلبك من مشاعر الكره والحنق والغضب حتى يتسنى لك التفكير بشكل حيادي سليم، وربما يساعدك على ذلك أن تضع نفسك مكان الآخرين، وأن تتفهم مشاعرهم وتلتمس لهم العذر، وتقدر الأسباب التي دفعتهم إلى معاملتك بصورة سيئة.
الفكرة من كتاب مشاعرك قد تكون قاتلة: 7 خطوات للسيطرة على المشاعر والدوافع والنزعات السلبية التي تدمرك
هل يمكن للمشاعر أن تقتل؟ يبدو العنوان غريبًا أو جاء على سبيل المبالغة لا أكثر، لكن في حقيقة الأمر، العنوان ليس غريبًا ولا مبالغًا، بل له صور حقيقية عدة في الواقع، ولك أن تنظر معي إلى صورة من وقع تحت تأثير مشاعر الغضب والكراهية والانتقام فأودى بحياة خصمه، وصورة من أنساه اليأس والألم رحمة ربه فقضى على نفسه، وصورة من تسلط عليه الحزن وتملكته المخاوف حتى صار في تعداد الموتى وهو حي، وغير ذلك كثير من العواقب الوخيمة والنتائج المدمرة التي تنشأ عن سبب واحد، وهو عدم القدرة على إدارة المشاعر وتركها تؤثر في قراراتنا في الحياة.
وربما حان الوقت لنجنب أنفسنا هذا كله بفهم مشاعرنا واتباع خطوات بسيطة لإدارتها ومنعها من الانحراف بقراراتنا بعيدًا عن الصواب، وها أنا أدعوك لنخوض هذه الرحلة معًا، فما رأيك أن نبدأ على الفور؟
مؤلف كتاب مشاعرك قد تكون قاتلة: 7 خطوات للسيطرة على المشاعر والدوافع والنزعات السلبية التي تدمرك
كين ليندنر: ابتكر منهجية لتمكين الناس من اتخاذ قرارات حياتية جيدة تسمى Life-Choice Psychology، كما عمل مستشارًا على مدار الثلاثين عامًا الماضية وساعد آلاف الناس على اتخاذ قرارات ساعدتهم على تحسين حياتهم وحل مشكلاتهم.
تخرج بامتياز مع مرتبة الشرف في جامعة هارفارد عن أطروحته علم اتخاذ القرار. ومن مؤلفاته:
Aspire Higher: How to Find the Love, Positivity, and Purpose to Elevate Your Life and The World
Career Choreography: Your Step-by-Step Guide to Finding the Right Job and Achieving Huge Success and Happiness