مركز المرأة

يستعرض الكاتب التطور الذي طرأ على مركز المرأة في مصر خلال الخمسين عامًا الماضية، من خلال مقارنته بين حال أمه عندما كان طفلًا، وبين حال ابنته بعد زواجها وإنجابها، واستبعاد كل ما هو غريب، والأخذ بالأمور العامة والشائعة، وما كان مشتركًا بين أمه ونساء جيلها، وكذلك ابنته ونساء جيلها، فيتعجَّب من الفرق الشاسع بين الحالتين، ومن الذين لا يريدون الاعتراف بما حققته المرأة المصرية من تحرُّر عقلي ونفسي.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

فابنته كانت لها وظيفة، وتنشغل بطفلها وأمور بيتها، وحاجات زوجها قبل العمل وبعده، ومع ذلك فهي أكثر حرصًا من أمه على مظهرها، وأكثر جهدًا من أمه في تجميل بيتها، فأمه كانت بلا دراسة، ولا اهتمام بملابس، وكان كل ما يشغل وقتها هو المطبخ، وعلى الرغم من تحرُّر أبيه الفكري، واتساع أفقه، فلم يكن يرى أي غرابة في الأمر، بل لم يبذل أي مجهود للارتقاء بمركز امرأته، ولا أي امرأة أخرى، أو الأحق بأنه قد يكون اكتشف من البداية، أنه مهما فعل، فلن يستطيع تغيير مركز أي امرأة، حيث كانت تعد النساء في هذا الجيل الرجالَ مصدر أمنهن الاقتصادي الوحيد، فقد كانت المرأة محرومة من أي مصدر يؤهلها للعيش دون الرجل، حيث لم تحظَ بالتعليم، وكان هذا المصدر أيضًا غير موثوق به، ومُعرَّضًا للتحوُّل في أي لحظة، ولذلك كان عليها تعلُّم فن إبقائه بجوارها على أي حال، فكانت العلاقة بين الرجل والمرأة إلى العلاقات السياسية التي يحكمها الخداع أقرب منها إلى العلاقات العاطفية.

لكن هذا التقدم الذي حققته المرأة طوال الخمسين عامًا الماضية كان له ثمن تأخَّر في أمور أخرى، فمثلًا كانت تتمتَّع المرأة في الماضي – على الرغم من كل شيء- باستقرار غريب، واطمئنان أن المستقبل سيكون مشابهًا للماضي، وكذلك الرجل كان أكثر استقرارًا مع قلة الفرص المُتاحة للتغيير، وانعكس كل ذلك على تماسك الأسرة كلها، لكن مصدر الاستقرار النفسي هذا لم يعد مُتوافرًا، وانعكس هذا بدوره في شعور الجميع بالقلق من المستقبل، والتنافس الذي ليس له نهاية.

يوضح الدكتور جلال أمين في هذا الكتاب ماذا حدث للمصريين خلال نصف القرن الماضي؛ ألا وهي فترة عمره، وتكوين وعيه وإدراكه لما يحدث حوله، مازجًا بين تجاربه الشخصية، وما يعرفه من دراسته الأكاديمية للاقتصاد، والمجتمع المصري، وهذا المزيج قد يفيد من فهم الجميع لظاهرة اعتبرها الكاتب من أهم الظواهر التي شكَّلت التاريخ الاجتماعي، ألا وهي الحراك الاجتماعي.

جلال أمين: كاتب ومفكر مصري كبير، وأستاذ مادة الاقتصاد في الجامعة الأمريكية، توفِّيَ في الخامسة والعشرين من شهر سبتمبر عام 2018 بعد صراع مع المرض.

من أشهر مؤلفاته: “شخصيات لها تاريخ”، و”عصر التشهير بالعرب والمسلمين”، و”عولمة القهر: الولايات المتحدة والعرب والمسلمون قبل وبعد أحداث سبتمبر”، و”قصة الاقتصاد المصري”.