مرض الزهري ومشكلة (RH)
مرض الزهري ومشكلة (RH)
هناك أمراض أخرى معدية مثل الزهري، ذلك الذي يعتبر “الزنا” وتعدُّد العلاقات الجنسية هما السبب المباشر للإصابة به، وهو مرض شديد يظهر عبر ثلاث مراحل تنتهي بإصابة العظام والجهاز العصبي المركزي بالأورام المطاطية، فيُصاب المريض بالشلل وتتشوَّه أسنانه وعظام رجليه وأنفه، وللأسف ينتقل هذا المرض إلى جنين الأم إذا أُصيبت هي به وتصيبه نفس هذه العلامات وأشد، وبالطبع تتمثَّل الوقاية في الطهارة والالتزام بأوامر الله تعالى ونواهيه وعدم اقتراف الفواحش.
ننتقل الآن إلى مشكلة أخرى تحمل اسم (RH)، وهو أحد مولدات الأجسام المضادة الذي يوجد في خلايا الدم الحمراء في أغلب الناس الذين يُعرفون بأنهم (RH+)، وهذا يعني أن دم هذه الأغلبية إذا دخل إلى أجسامهم دم إنسان لا يحتوي على نفس الـ RH سيقوم جهاز المناعة الخاص به بتكوين أجسام مضادة له ستعمل على تحطيم خلايا الدم الحمراء باعتبارها غريبة على الجسم، إذًا فلو كان الأب (RH+) والأم (RH-) فقد يكون الجنين (RH+)، وهذا يعني أن دم الجنين إذا خالط دم الأم السالب سيعمل الجهاز المناعي لدى الأم على تكوين أجسام مضادة تحطِّم دم الجنين، فما العمل؟
من رحمة الله ولطفه أنَّ هناك حاجزًا في المشيمة يمنع اختلاط دم الأم بدم جنينها، إذًا فالمشكلة الرئيسة تحدث عندما تأتي لحظة الولادة وتنفصل المشيمة، وحينها من الممكن أن تصل بعض خلايا الجنين إلى دم الأم فيتعرَّض لضرر شديد، والحل هنا يتمثل في إعطاء أجسام مضادة لخلايا الجنين (Anti -D) إذا كانت الأم سالبة والأب موجبًا، وذلك في الفترة ما بين الأسبوع الثامن والعشرين والأسبوع الرابع والثلاثين للحمل، ثم يتم إعطاؤها مرة أخرى بعد الولادة إذا ثبت أن الطفل موجب عكس الأم، وإن حدث العكس فيُكتفى بالحقنة التي أُعطيت أثناء فترة الحمل.
الفكرة من كتاب وقاية الطفل من الأمراض
لا تُكلِّف الوقاية شيئًا رغم أنها تكفي المرء بلاءً ليس من السهل تخطِّيه أبدًا، فمرض مثل شلل الأطفال الذي قد يصيب أي طفل دون استثناء ويجعله عاجزًا طوال حياته يمكننا الوقاية منه فقط بتطعيم يتكوَّن من ثماني نقاط لا أكثر، إذًا فالمعرفة والإلمام بسُبُل الوقاية الصحية هي سلاح ينبغي للوالدين امتلاكه، كما أن المرءَ يحمل أمانة ومسؤولية تتمَّثلان في أن يكون طفله صحيحًا سليمًا وليس نهبًا لتلك العلل، إذًا كيف تقي طفلك الأمراض؟
يقدِّم هذا الكتاب نصائح تتعلَّق بوقاية الطفل من مختلف الأمراض، ويبدأ من أول مرحلة يمكن بدء الوقاية فيها مرورًا بالخطبة ثم الزواج ثم الحمل والولادة ثم نشأة الطفل بين أبويه حتى يكبر وينمو صحيحًا سالمًا بإذن الله.
مؤلف كتاب وقاية الطفل من الأمراض
سناء عبدالله أبو زيد: هو طبيب متخصص في طب الأطفال، وقد ألَّف كتبًا تحت اسم “سلسلة سفير التربوية”، ومنها هذا الكتاب، وكتاب “مشكلات الطفل الرضيع”.