مرحلة ميلاد الذات
مرحلة ميلاد الذات
تبدأ تربية الطفل قبل ميلاده، فالطفل منذ كونه جنينًا في رحم أمه يتفاعل مع العالم الخارجي من خلال تجاربها ومشاعرها، ومن ثم فإن الخلافات الزوجية والأزمات النفسية تؤثر بشكل كبير في الجنين، فتتكون لديه خبرات وردود أفعال تجاه المؤثرات الخارجية.
ومرحلة ميلاد الذات هي أساس جميع مراحل الحياة، تبدأ عقب ميلاد الطفل وتنتهي بانتهاء مرحلة الرضاعة، وخلالها يعتمد نمو الرضيع على الاتصال الجسمي والحسي بالأم، وتمثل علاقتهما الدافئة حاجة أولية له كالتنفس، فإذا كانت علاقتهما وثيقة دافئة فإن ذات الطفل تنمو بشكل متوازن، أما إذا انعدم الرباط العاطفي فإن صحة الطفل العقلية والنفسية والاجتماعية تتأثر سلبًا، وعلى هذا الأساس تنمو ذات الطفل وشخصيته عبر مراحل نموه.
تتشكل شخصية المراهق من خلال علاقته بأمه منذ كونه طفلًا، فالطفل الذي ربطته بأمه علاقة وثيقة آمنة يميل في المراهقة إلى أن يكون متوازنًا نفسيًّا واجتماعيًّا، والطفل الذي كانت علاقته بأمه قلقة سلبية يميل في المراهقة إلى أن يكون مكتئبًا خجولًا، أما الطفل الذي كانت أمه تتجنبه أو تتجاهله فيميل في المراهقة إلى أن يكون عدوانيًّا منحرفًا، كذلك درجة الارتباط بين الطفل وأبيه تؤثر في نموه وشخصيته وأفكاره عن ذاته، ويظهر هذا التأثير في مرحلة المراهقة خصوصًا في الذكور، فكلما كانت العلاقة بينهما إيجابية تصبح صحة الابن النفسية والعقلية أكثر توازنًا.
كذلك العلاقة بين الأم والأب لها تأثيرٌ كبير، فإذا كانت سوية نشأ الطفل نشأة صحية ومتوازنة، أما إذا كانت متوترة أصبح الابن أكثر ميلًا للعدوانية، وفي وقتنا الحاضر زادت الخلافات الأسرية بسبب خروج المرأة إلى العمل، بالإضافة إلى تحمُّلها أعباء البيت وحدها طبقًا للعادات المتعارف عليها التي تعد مشاركة الرجل في عمل البيت عارًا وعيبًا، فأصبحت المرأة تتحمل أعباءً فوق طاقتها، كما أن مساهمتها ماديًّا في نفقة الأسرة تعطى لها حق السلطة داخل البيت فتزيد الصراعات بين الأب والأم، مما يجعل العلاقة بينهما وبين أبنائهما سلبية عنيفة، فتتولد لديهم اضطرابات نفسية تؤثر في مرحلة مراهقتهم.
الفكرة من كتاب كيف تكسب ابنك المراهق تعلَّم كيف تتخطى مع أبنائك صعوبات مرحلة المراهقة
تعد مرحلة المراهقة مفترق طريقين؛ إما أن يسير المراهق في الطريق الصحيح، وإما أن يندفع نحو الطريق المظلم، وهنا يتجلى دور الوالدين في توجيه الأبناء وإرشادهم نحو الطريق المستقيم من خلال كونهما قدوةً صالحةً لهم، ومد جسر التواصل مع الأبناء منذ ولادتهم لبناء علاقة أُسرية قوية ناجحة، فينشأ الأبناء نشأة سوية تساعدهم على تجاوز مرحلة المراهقة بسهولة دون الوقوع في مشكلات وانحرافات خطيرة.
وهذا الكتاب كتاب توجيهي تربوي قائم على أبحاث ودراسات نفسية واجتماعية، أُعِدَّ من أجل مساعدة الوالدين على فهم شخصية ابنهما المراهق، ومعرفة الأساليب التربوية الإيجابية التي تمكنهما من بناء علاقة قوية مع الأبناء خلال مرحلة المراهقة وكيفية التعامل مع مشكلاتهم وتقويم سلوكياتهم بطريقة صحيحة تساعد على تنمية ثقتهم بأنفسهم.
مؤلف كتاب كيف تكسب ابنك المراهق تعلَّم كيف تتخطى مع أبنائك صعوبات مرحلة المراهقة
فاطمة الكِتاني: اختصاصية في العلاج النفسي ومستشارة في العلاقات العائلية، حصلت على الماجستير في علم النفس الاجتماعي من جامعة محمد الخامس بالرباط، كما حصلت على الدكتوراه في دراسات الطفولة من جامعة عين شمس في القاهرة، وهي عضوة في اللجنة التنفيذية لجمعية “حماية الأسرة المغربية” وعضوة في مكتب “منظمة المرأة الاستقلالية”، لها عديد من المقالات الصحفية والمقابلات التليفزيونية، ومن مؤلفاتها:
الاتجاهات الوالدية في التنشئة الاجتماعية وعلاقتها بالمخاوف.
القلق الاجتماعي والعدوانية لدى الأطفال.