مرحلة المواجهة
مرحلة المواجهة
في بعض الأحيان يحتاج الأطفال إلى تهديد وتحذير، وذلك ليس لترويعهم أو لجعلهم جبناء، ولكن لاحتمالية وقوع أي ضرر لهم، فاللعب الكثير مثلًا سيجعلك تهمل واجباتك وتعاقبك المعلمة، ومشاهدة التلفاز لمدة طويلة قد يتعب عينيك، وعدم شراء الحلوى له ليس معاندة له، وإنما خوفًا على أسنانه وصحته، وقد يعاند الأطفال رغم اتباع كل الأساليب وقد نحتاج إلى تدخُّل مباشر، فيمكننا مثلًا أن نحذره من الشيء قبله بمدة ليشعر أنه سيتوقف عنه بإرادته، فمثلًا تقول إن لم توقف لعب الكرة بعد دقائق سآخذها منك، ومن الجيد أن يكون العقاب أو التحذير مقدورًا عليه وسهل التنفيذ، ومتعلقًا بالسلوك الذي يفعله، ونبتعد عن الصورة النمطية للتحذير بأني سأضربك مثلًا.
يجب أن تكون حذرًا في اختيار العقاب وتذكَّر أنه طفل صغير فلا تحرمه من مشاعر الأمان والحب لمجرد أنه أخطأ، وتذكَّر أن العقاب غرضه وضع حدود لما لا يمكنك تحمله وليس غرضه تدمير الطفل أو الانتقام منه، وابتعد عن الأشياء التي جاهدوا للحصول عليها، وليكن عقابًا قصير المدى، لا تشعره أنك يمكنك أن تقاطعه للكثير من الوقت، فهو ما زال صغيرًا، ولم يتشكَّل لديه الوعي الكافي، وسيترجم فعلك هذا بأنك تكرهه فقط، ومن فوائد العقاب قصير المدى أنه يمنحه الفرصة لتصحيح فعله وليس للعناد، وأحيانًا لن تستطيع أنت أن تلتزم بالعقاب الطويل، وهذا يفقدك التحكم والمصداقية، أما العقاب الصغير فيجعله أكثر تحكمًا في نفسه ويفكر في الأمر ويحذره في المرة القادمة.
وإذا قام الطفل بفعل سيئ بعد الكثير من التحذير يمكننا اللجوء لعقاب كبير وهو الاستبعاد المؤقت بأن تجعله يختار مكانًا ما بعيدًا عنها ليمكث فيه بعض الوقت كغرفة ما أو حتى عند الأقارب.
الفكرة من كتاب كيف تفوز في مشاكل البكاء والمشادات مع طفلك؟
الأطفال نعمة من الله يتمنَّاها أغلب الناس، نريد أطفالًا نسقيهم من طاقتنا على الحب والعطاء، نريد من يجمع بين صفاتنا وصفات أزواجنا، طفلًا صغيرًا يكون سببًا دائمًا لجمع شمل الأسرة مهما حدثت المشاكل والضغوطات نتخطَّاها لأجله، نحاول تهيئة أنفسنا قبل قدوم الطفل بدورات وكتب وغيرها الكثير..
كلٌّ منا يقول: “لن أكرِّر أي فعل سيئ حدث معي، سأعطيه خبراتي وحبي وحناني، سأجعله مثاليًّا وأبعده عن أي خطر أو جرح نفسي”، ويأتي الطفل ونتفاجأ أن الواقع ليس بالسهولة التي كنا نتخَّيلها، الواقع يحتاج إلى قوة جبارة وقدرة على الصبر والتحمُّل، ويتفاجأ الإنسان وهو قليل الصبر كثير العناد، يكرِّر نفس الأفعال التي كان يكرهها مع والديه، أو يتساهل عندما يشعر بفقدان زمام الأمور، قد يشعر بالإحباط أحيانًا، لكن هنا لا مجال للتراجع، لا مجال للتخلي، فينبغي أن يجهِّز نفسه للمواجهة فقط.
في هذا الكتاب تقوم المؤلفة بمناقشة الصعوبات التي يواجهها الأهل مع أولادهم، وكيفية التغلُّب عليها.
مؤلف كتاب كيف تفوز في مشاكل البكاء والمشادات مع طفلك؟
سينتيا ويثام Cynthia Whitham هي مؤلفة وأخصائية اجتماعية معتمدة ومتخصِّصة في تدريب الآباء، تمارس سينيتا مهنتها في منزلها أيضًا في تطبيق المعلومات إذ إنها أم لطفلين، كما أنها مديرة جمعية تدريب الآباء في كاليفورنيا، وهي متحدثة جيدة وذات منطق في جميع المؤتمرات والندوات الخاصة بالتوعية والتعامل الصحيح مع الأطفال، ولها العديد من المؤلفات في هذا المجال، وهم: “the answer is no ” و”saying it and sticking to it ” و”win the whining war and other skirmishes”.