مرحلة الفعل
مرحلة الفعل
الآن أصبحت مؤهلًا لقراءة لغة الجسد والتعامل معها، شرط أن تبقي عينيك دائمًا مفتوحتين على التقاط كل ما قد يؤثر في نمط السلوك، فعليك أن تعرف أن البشر الذين تتعامل معهم ما هم إلا أطفال اعتادوا تلبية أغراضهم بصورة معينة، ومن ثم تبنوا تلك الصورة إلى أن أصبحوا بالغين، فالتأمل في تلك الصور يجعلك أوعى في تبين ما يريد الآخرون وكيفية التعامل معهم، وهناك عديد من الشخصيات التي ستجدها حولك، مثل: بائع السيارات الذي دائمًا ما يشتت انتباهك بمبدأ “إذا لم تبهرهم بذكائك فلتربكهم بشيء تافه”، أو من تستخدم لفظ “أنا مجرد فتاة” فور الوقوع في أي مشكلة.. وغيرهما الكثير.
ويمكنك الآن أن تستخدم تلك اللغة التي تعلمتها للتأثير في الناس، سواء في العمل أم في السوق أم في أي مكان آخر، فمثًلا عند دخول بيئة عمل جديدة، ستدرك أنك محاط بأصناف مختلفة من البشر، وهنا عليك أن تعرف: من يمثلون النموذج الفائق في بيئة العمل؟ وهل يُعينون في القيادة أم إنهم خلايا نائمة؟ لأن النماذج الفائقة تصل إلى القيادة إما بالترقية وإما بالتعيين، ثم يعملون جاهدين للوصول إلى القمة، وغالبًا ما يتميزون بحب الذات، وطبعًا لا تنسَ القياديين المتخفين المتمثلين في الناصح والمتحالف وتاجر النقود -أي المحاسب- وغيرهم، فإذا عرفتهم سهل عليك التعامل معهم وفهم الرسالة الحقيقية التي يحاولون إيصالها، فتوطد علاقتك بهم وتحسنها لتصيب ما تريد.
أما في حياتك فيمكنك أن تستعمل لغة الجسد لتصل إلى صفقة رابحة في شراء ما تريد، فمندوب المبيعات مثلًا يعلم أنك لم تأتِ إليه صدفة، فعندما يبدأ بالهجوم عليك أظهر له الاهتمام ومن ثم عدم المبالاة، حتى ينتهي من كل حيله، فتتشكل عندك صورة عما يجول في ذهنه، وعند توقيع عقد سيارة مثلًا، تردد قليلًا وقل: “لو كنت مكاني لوجدت أن…” ليشعر البائع بأنه سيربح إذا عرف وجهة نظرك، واستخدم لغة جسدك لتجعله ماثلًا أمامك من دون عوازل، وحينئذٍ يمكنك التفاوض على السعر بأسلوب ناجح.
الفكرة من كتاب أستطيع أن أقرأك مثل كتاب.. كيف تلاحظ الرسائل والانفعالات التي يعبر الناس عنها بالفعل من خلال لغة جسدهم؟
هل شعرت ذات مرة أن هناك شخصًا لا يريد التقرب منك من خلال لغة جسده؟ وهل رأيت مرةً أحد الأشخاص يعقد ذراعيه في أثناء حديثه معك فشعرت بأنك منبوذ؟ كيف تتبين من صحة شعورك هذا؟ وكيف يمكنك التحكم في لغة جسدك؟
إننا عندما نتحدث عن لغة الجسد تتبادر إلى أذهاننا قدرتنا على قراءة ما خلف الفعل، والإشارات غير اللفظية، ونبدأ بتصور أن بإمكاننا اتخاذ تلك اللغة لغةً موثوقة نوقعها على كل شخص، فمن المنتشر عند الناس مثلًا أن من يعقد يديه يُنشئ حاجزًا بينه وبين من يخاطبه، فهل هذا الكلام صحيح أم إن هناك بعض السياقات الأخرى التي يجب الأخذ بها للوصول إلى هذا الحكم؟
يصحبنا الكاتب لاكتشاف لغة الجسد، لا عن طريق التلقين، بل عن طريق التأمل في كل من الثقافة والحالة العامة للفرد والسياق، فأنت لن تستطيع الوصول إلى قراءةٍ صحيحةٍ لكتاب من خلال عنوانه فحسب، بل يجب عليك فحصه والاطلاع على عناوينه، فلذلك عند قراءتك للغة الجسد عليك بالفحص والتقييم والتحليل، وأخيرًا يكون اتخاذ القرار، وكل هذا سنعرفه في كتابنا.
مؤلف كتاب أستطيع أن أقرأك مثل كتاب.. كيف تلاحظ الرسائل والانفعالات التي يعبر الناس عنها بالفعل من خلال لغة جسدهم؟
جريجوري هارتلي: محقق ومحاضر، لديه عديد من الندوات التي تحلل الأعراض السلوكية، كما يعمل في الجيش الأمريكي، وحصل على جوائز عدة جراء إسهاماته في ارتقاء مستوى استخبارات الجيش، ووجهة نظره الثاقبة في أمور الكيفية والسببية.
ماريان كارينش: مؤلفة وحاصلة على شهادة البكالوريوس والماجستير في الدراما ولغة الكلام من الجامعة الدينية الأمريكية بواشنطن، كما تولت مسرح المحترفين في بداية حياتها الوظيفية.
ولهما عديد من المؤلفات ومنها:
كيف تكشف الكذاب؟ لماذا لا يقول الناس الحقيقة، وكيف تكشف كذبهم؟
اجعل الناس يفعلوا ما تريد.. كيف تستخدم لغة الجسد لتجذب إليك من تريدهم، وتبعد عنك من لا تريدهم؟
لغة الجسد: كيف تقرأ الأفكار والنوايا الخفية لكل شخص؟