مرحلة الطفولة الثانية
مرحلة الطفولة الثانية
أما مرحلة الطفولة في سن التمييز تكون غالبًا من سن السابعة حتى قُبيل البلوغ، فهي تتميَّز ببعض الخصائص أهمها قدرة الصبي على تعقُّل وإدراك الأمور، وتمكِّنه من القيام بحاجاته بمفرده، وتفتُّح مداركه واستيعابه لأمور جديدة، فتتنوَّع أسئلته، وقد يسأل أسئلة لا يكون للمُربي إجابة عنها، فحينئذٍ يجب على المُربي أن يتصرف بذكاء، فقد يعرض السؤال على إخوته ويقول من منكم سيتوصَّل إلى الإجابة الصحيحة؟ ويترك لهم الوقت ليبحثوا، أو أنه يقول “لا أدري” إلا أنه سيبحث في الإجابة ويتعلَّم.
ولأن خروجه من المنزل بدأ في الازدياد فإن مصادر التربية ستكون غير مقتصرة على الوالدين فحسب، لذا يجب أن يحرص الوالدان على اختيار المدرسة، واختيار الحي، والجيران لأنهم سيشاركون تربية طفلهم.
أما العوائق التي قد يواجهها المُربي فغالبها نتيجة الاحتكاك بالمجتمع الخارجي، وأخطرها الصحبة السيئة، لذا كان على المُربي إرشاد ابنه وتعليمه أثر الصديق على صديقه، وأن يزور الوالد ابنه في المدرسة ليسأل عنه، ويعلم ابنه بذلك ليكون أكثر حرصًا على ضبط سلوكه، ولو شك المُربي في شيء ما فلا يتجسَّس على ابنه، بل يصارحه، فمثلًا يطلب من ابنه فتح الحقيبة بعد رجوعه مباشرة من المدرسة بعيدًا عن إخوته، فإذا وجد مجلات أو قصص غير ملائمة فلا بد أن يعظ ابنه ويبتعد عن سبِّه وشتمه.
ومن الأساليب العامَّة المناسبة لتلك المرحلة: التربية بالأحداث والواقع، وتعويده على التعلم والبحث، وتنظيمه جلسة أسبوعية لاجتماع الأسرة وتنظيم المسابقات والأنشطة والألعاب، والاجتماع على القرآن وتعلُّمه، واتخاذ مُربٍّ للولد، ومجالسته لمجالس العُلماء والكبار ليتخلَّق بأخلاقهم، ولا يهضم حقَّه لمجرد كونه صبي.
وكذلك من الوسائل: الثواب والعقاب، ولكن العقاب في تلك المرحلة لا بد أن يُفهم سبب العقوبة، فقد يغضب المُربي بسبب تدنِّي درجات طفله إلا أن طفله في الحقيقة لم يُقصِّر وأن هذه قدراته، فالصواب هو محاولة فهم قدرات الصبي، وإن عوقب لفعل ما فلا بد أن يفهم أن العقاب لتعديل سلوكه لا للانتقام.
الفكرة من كتاب نحو تربية إسلامية راشدة
إن عملية التربية للشخصية المُسلمة ليست كأي عملية تربية لصاحب ديانة أو فِكر آخر، وذلك لأن المُسلم يقصد الفلاح الدنيوي والأُخروي، لذا كان من الضروري على المُربِّين تلمُّس أساليب التربية المتزنة الموافقة للشريعة الإسلامية ليتكوَّن جيل مستقيم مُستمسكًا بدينه ساعيًا في دُنياه.
وفي كتابنا يُقدِّم لنا الكاتب موجزًا يسيرًا جامعًا لمراحل نمو الإنسان منذ طفولتِه حتى مرحلة البلوغ، يتناول فيه خصائص كل مرحلة والمشكلات التي يمكن أن يواجهها المُربُّون، وتوجيهات ونصائح عامَّة معتمدًا على مواقف من حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) والسلف الصالح.
مؤلف كتاب نحو تربية إسلامية راشدة
محمد بن شاكر الشريف: باحث وكاتب إسلامي بمجلة البيان الإسلامية، حاصِل على درجة الليسانس في اللُّغة العربية والعلوم الإسلامية، ودرجة البكالوريوس في الهندسة الإلكترونيَّة والاتصالات، عمل بالتدريس ثم الإدارة في إحدى كبريات المدارس الأهليَّة في مكَّة المكرَّمة، ثم انتقل بعدَ ذلك للعمل في مجلة البيان.
مؤلفاته:
له عدد من المؤلفات مثل: “إن الله هو الحكم”، و”وقفات مع تجديد الخطاب الديني”، و”إدارة الدولة الإسلامية”.