مرحلة التقييم
مرحلة التقييم
بعد مرورنا بأربع مراحل من عملية الإبداع، واختيار فكرة أو اثنتين مطوَّرتين ومعالجتين بشكل مبدئي، ثم قمنا بالتنفيذ، قد حان الآن الوقت لتبعد ذاتك عن الفكرة أو الاثنتين اللتين اخترتهما في النهاية، وتستدعي الناقد الذي حافظنا على عزله طوال المراحل السابقة، وتدخل معه في عملية مستمرة من التقييم والتحسين، عبر التأمل وفهم نتائج الفكرة كلها جيدًا، سيمكنك اتخاذ القرار الإيجابي المناسب بالتغيير، ولا تنسَ الموازنة بين سلبيات وإيجابيات الفكرة، واحذر الوقوع في فخ التوقُّعات العالية والمعايير المرجعية الخارجية التي يفرضها عليك الآخرون، بل قارِن نفسك باستمرار بالنسخة الماضية منك، وقاوم الضغوطات الخارجية التي تحاول فرض الحلول التقليدية عليك.
وتختلف أساسات التقييم، فيمكن أن نقيِّم نتائج الأفكار بناء على احتياجات ودوافع الزبون أو الفرد الذي طلبها، أو نقيس قبول الآخرين لها مع الحفاظ على استقلالية آرائنا الخاصة، ولكي لا نغرق في أحدهما، نستحضر دائمًا الغايات والأهداف المأمولة من الأفكار ووسائلها.
تساعدنا عدة أدوات لتقييم الأفكار، مثل مقارنة النسخ المتوازية بعضها ببعض، والتفريق بين الأصلية منها والتجريبية، أو تقييم كل خطوة على حدة، أو غربلة الأفكار كلها للحصول على صلب الفكرة الرئيسة، إضافةً إلى تعديل المسوَّدة ومقارنتها بما قبلها، أما بالنسبة إلى سمات التفكير في مرحلة التقييم، من الواضح احتياج تفعيل الحاسة النقدية للنظر في النتائج وتقييمها، وحافظ دائمًا على النظرة الإيجابية والرغبة في التحسين والتعلم أثناء التقييم.
الفكرة من كتاب كيف تنمِّي قدرتك على التفكير الإبداعي
عندما نواجه مشكلة يتوجَّب علينا حلها، نسمع دائمًا عبارات من قبيل: “فكِّر خارج الصندوق”، “كن مبدعًا”، “اذهب حيث يخشى الناس أن يذهبوا”، وكلها تحاول تحفيز نزعة التفكير الإبداعي لدينا، وكأن الأفكار وحي يهبط من السماء دون مجهود، ألسنا نتخيَّل الأشخاص المبدعين في مجالاتهم والعباقرة لا يبذلون ما يكفي من الجهد مقارنةً بالآخرين؟
على عكس الشائع تمامًا، يتطلَّب الإبداع مجهودات كبيرة، وعلى الأشخاص المبدعين دفع الثمن، فالأفكار الإبداعية في نهاية سلم، نصعد عليه درجة درجة، فما تلك الدرجات التي تمثِّل مراحل عملية الإبداع؟ كيف نتحلَّى بالسمات اللازمة لكل مرحلة؟ هل تنتهي عملية الإبداع بمجرد الوصول إلى فكرة؟ وما الأخطاء التي يقع فيها غير المبدعين؟
مؤلف كتاب كيف تنمِّي قدرتك على التفكير الإبداعي
جيف بيتي: خبير بريطاني رائد في مجال التدريس، عمل مستشارًا في أكثر من 500 كلية ومدرسة، أمضى 28 عامًا في التدريس والتدريب، شارك في عدة مؤتمرات عالمية، ولذلك يتمتَّع بسمعة كبيرة، ومن أهم كتبه:
التدريس اليوم.
التدريس القائم على الأدلة.
معلومات عن المترجم:
سامي تيسير سلمان: تخرَّج في كلية الإدارة الصناعية، وحصل على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة يال البريطانية، وقدَّم العديد من الدورات والموضوعات والمقالات في مجالات الإدارة المختلفة، وله عدد من الكتب المترجمة، مثل:
كيف تنمِّي قدرتك على حل المشاكل.
كيف تنمِّي قدرتك على تحفيز الآخرين