مرحلة الانطلاق
مرحلة الانطلاق
بعد مرور المرحلة الأولى التأسيسية حيث المفاهيم الأساسية لتنمية الوعي، وتنمية القيمة الذاتية، والتعامل الصحيح مع مطبات الحياة والتعامل الصحيح مع البشر، تبدأ المرحلة الثانية حيث انطلاق النفس الحرة إلى العالم الخارجي لتُبدع، ولهذه المرحلة أربعة مقومات وهي الشغف، والمهارة، وخلق الفرص والعمل الدؤوب.
الشغف يعني العمل الذي نقوم به ويكون مقدار استمتاعنا ببدايته يساوي مقدار استمتاعنا بنهايته، فلنسأل أنفسنا ما العمل الذي كنا لنختاره إذا لم يُشكل المال والوقت وآراء الآخرين مشكلة بالنسبة إلينا، ثم نفكر جديًّا لماذا لم نسعَ وراء شغفنا، والمقصود بجديًّا عدم الانسياق وراء الأعذار مثل: ليس لدي الوقت أو المال أو لا أستطيع ترك العمل، لأن أي شخص يستطيع أن يوفر على الأقل ساعة واحدة للعمل على شغفه، والآن لنفكر مرة أخرى لماذا لم نختر ما نحب أن نعمله، أبسبب الخوف من الفشل، أم حب السهل اليسير، أم ما زلنا نخلط بين ما نحن جيدون فيه وبين شغفنا، هل نحب بالفعل ما نعمل في الوقت الحالي، ونمر فقط بحالة من الفتور بسبب ضغط العمل.
بعد الإجابة عن هذه الأسئلة، ربما نكون قد حددنا الجانب الملائم لنا، والآن حان وقت العمل الدؤوب، سنسعى لاكتساب المهارات والخبرة التي تؤهلنا للعمل في المجال باحترافية لتعود علينا بمردود مادي جيد، سنطرق باب أصحاب الخبرة ليرشدونا، قد يتجاهلنا البعض في البداية وقد يتقاعس البعض الآخر، المهم ألا نيأس، فإذا أغلق باب لا ضرر من طرق أبواب أخرى، ولن نكتفي بتعلم المهارات المطلوبة فقط بل سنستغل مهاراتنا وندمجها مع المهارات المطلوبة لنتميز بها، وبعد اكتساب قدر من الخبرة والمهارة، سنسعى لخلق الفرص، فبدلًا من انتظار أن تعلن شركة عن فرصة عمل، علينا أن ندرس القطاع، وبمجرد اكتشاف مشكلة نذهب إلى الشركات ونقدم حلولًا لهذه المشكلة، فنبدأ مفاوضاتنا بعرض نقاط القوة وما نتميز به عن الآخرين، ثم نوضح كيف يمكن أن يستفيدوا من هذه النقاط، وفي النهاية نقدم لهم عرضًا لا يستطيعون رفضه.
الفكرة من كتاب المنهج الذي لا يُُدرس
قلق مزمن، وتوتر، وخوف من المستقبل، وتشتت، وضياع، وصراعات يومية سواء مع النفس أو مع الغير، أصبح هذا هو الوضع السائد في عصرنا الحالي، نجتهد في الدراسة، ونستيقظ مبكرًا، ونضع جداول وخططًا بهدف تنظيم الوقت، ونتأهب لقهر أعدائنا، ونتخرج ونعمل باجتهاد، ونستغني عن ساعات الراحة والأوقات الممتعة التي نقضيها مع الأهل أو الأصدقاء بهدف الوصول إلى حالة من الاستقرار والرضا في المستقبل، لكن لا نُدرك أن هذا الاستقرار لا يتحقق بالوصول إلى الأهداف أو بالحصول على الاعتراف من الآخرين،
فالاستقرار يبدأ من الداخل عن طريق زيادة درجة الوعي والشعور بالقيمة الذاتية العالية التي بدورها تحرر العقول لتُبدع، وهذا هو هدف الكتاب، لكن انتبه.. لن تجد هنا خطوات مباشرة للوصول إلى الاستقرار، بل سنعرف معًا معوقات الوصول إلى الاستقرار الداخلي، ومن ثم سنصبح قادرين على تكوين المنهجية الخاصة بنا.
مؤلف كتاب المنهج الذي لا يُُدرس
خولة فؤاد على: طبيبة بحرينية، استشارية في أمراض الغدد الصماء والسكري والسمنة، وأستاذة مساعدة بالكلية الملكية للجراحين بأيرلندا – جامعة البحرين الطبية، تخرجت في مستشفى وايل كورنيل بنيويورك، ومستشفى كليفلاند كلينك بالولايات المتحدة الأمريكية، ويتابعها أكثر من ٢٠٠ ألف متابع، وشاهد محتواها ما يزيد على مليون شخص من مختلف الدول العربية والعالمية، فهي تُعد من رواد التثقيف الطبي والحياتي في وسائل التواصل الاجتماعي.