المحتويات
مرتبة أخرى من المعرفة الدينية
تحدث الغزالي عن الحد الأدنى من المعرفة التي يجب أن ينالها المسلم العادي، لكنه يرى أن للأمة الإسلامية شأنًا آخر في ذلك، لأنها تحمل رسالة عالمية في كل زمان ومكان، وهذا النصاب وحده لا يكفي مع هذا؛ فالمسلمون مكلفون بهداية الفكر الإنساني والواقع الإنساني والقلب الإنساني في كل موقع من دنيا الناس، ولا يستطيع جاهل بهذا أن ينهض بعالمية الرسالة وأمتنا، مما يؤكد ضرورة حاجتنا إلى علماء بحور في جميع المعارف الإنسانية.
وتتمثل وظيفة هؤلاء العلماء في:
تبسيط الحد الأدنى من المعرفة للمسلم العادي ورجل الشارع.
النظر في أساليب الدعوة العالمية وطرق شرح الإسلام خارج أرضه، ورد الشبهات التي تناقلها أعداء الإسلام.
إن ما صلح به المسلمون الأُول وكان السبب في تقدمهم أولًا كان العلم الصحيح والحكم والرشيد، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها؛ فقد نتج عن ذلك قصورنا وتأخرنا العلمي، مما مكن الغزو الثقافي من مهاجمة عقيدتنا وشرائعنا للنيل منا؛ فالعرب كما يقول المؤلف لا يشدّ كيانهُم إلا الدين، فإذا خرجوا عليه تيقظت فيهم جاهليتهم، فهُلكوا.
الفكرة من كتاب سر تأخر العرب والمسلمين
يتحدث الغزالي في هذا الكتاب عن أسباب تأخر العرب والمسلمين من بعد عصر الخلافة الراشدة حتى عصرنا، حيث يتعقب الأسباب الكامنة وراء هذا التأخر، يبرزها ويحللها، يعرفنا بما مر علينا من مصاب في ديننا سواء من المنتمين له أو أعداء الدين، فيحيط بالأسباب السياسية والاجتماعية والثقافية له، ويحذرنا من التفريط والغلو وكيف أن تفريطنا في الدين وأساسيات العقيدة وغلو بعض المتعصبين هو ما أوصلنا إلى هذا الضعف والتخلف الحضاري بعد أن كان الإسلام يفتح العالم ويسبقه في كل الميادين.
مؤلف كتاب سر تأخر العرب والمسلمين
محمد الغزالي (1917 – 1996)، عالم ومفكر إسلامي مصري، ويعدَّ من أبرز المفكرين والدعاة المجددين الذين يحاربون التشدد والغلو في الدين، ولقب بأديب الدعوة.
ألَّف العديد من الكتب في تجديد الفكر الإسلامي ومحاربة التعصب، والأخلاق والآداب الإسلامية، من أشهرها:
جدد حياتك.
فقه السيرة.
الإسلام والطاقات المعطلة.
الاستعمار أحقاد وأطماع.
الموضوع التالي
