مراكز الفكر والتنظيم السياسي
مراكز الفكر والتنظيم السياسي
ما بين البعد النظري والتطبيقي تلعب مراكز الفكر دورها الأبرز، إذ تعتمد مراكز الفكر على تأثيراتها في التنظيم السياسي منطلقة من رؤية موحَّدة تقريبًا، تدرس فيها هذه المراكز مصالح الدولة العامة، وذلك بالانخراط في معارك البحث العلمي رامية إلى انتشار دراساتها على أوسع نطاق.
فكلما انتشرت واكتسبت قواعد شعبية أكثر زادت قوة تأثيرها وجذبت قادة ومسؤولين أكثر، وبهذه الطريقة يسهل عليها الترويج لدراساتها وعرض حلولها وأطروحاتها على طاولة أصحاب القرار متعمِّدة التأثير في أطراف الحركة السياسية بأي وجه من الوجوه وعلى أي درجة من الدرجات؛ المهم أن تتلقَّى الدعم السياسي.
وتعدُّ هذه المراكز الفكرية بمثابة خزَّان أفكار للنخب السياسية تختلف جودتها ومدى فاعليتها في التأثير على أصحاب القرار باختلاف قدرتها على تقديم الدراسات الحقيقية والعروض المغرية من حلول واستراتيجيات لأصحاب النفوذ والقرار، ولهذا نجد بعض القيادات يوجِّهون جلَّ دعمهم إلى هيئات وبعثات ومراكز تساعدهم على دراسة المسائل الشائكة وتقديم التوصيات المفيدة حيال ذلك.
ولهذه المراكز سمات تميِّزها عن غيرها من المراكز، وذلك في كونها تتمثل في هيئات دائمة العمل، متخصصة في توليد الأفكار وإنتاج الرؤى السياسية الواعدة.
تتمتع بهرم وظيفي تراتبي قائم على طواقم خاصة متفرِّغة لعمليات البحث، غرضها تأمين نتاج أصيل من التفكير والتحليل وتوجيه النصائح، متوجِّهة في رسائلها إلى الحكام من جهة وإلى الرأي العام من جهة أخرى.
عدا أنها غير مكلفة بتنفيذ المهام الحكومية فهذا شأن مؤسسات الدولة الرسمية، علاوة على أنها تسعى في بعض حالاتها إلى تحقيق الاستقلال الثقافي منفكَّة عن التبعيات المرتبطة بمصالح الممولين الخفية أو الربحية.
الفكرة من كتاب مراكز الفكر – أدمغة حرب الأفكار
كانت الأفكار ولا تزال محرك التاريخ الإنساني في مختلف مجالاته وفنونه، ومؤثرًا محوريًّا في شتى ظواهره وشؤونه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأخلاقية والثقافية والدينية، حتى بلغ تأثيرها أبواب المختبرات والمجامع العلمية، عدا أنها كانت محركًا لحروب عدة ونزاعات دامية دامت سنواتٍ وعقودًا، فحكمت بطي صفحات من التاريخ وابتداء أخرى.
وسنجد في هذا الكتاب حديثًا مشابهًا عن أهمية الفكرة في إدارة الصراع؛ وكيف استفادت كثير من الدول الأوروبية من الأفكار؟ وكيف استطاعت من خلالها تغيير مسارات التاريخ مرات عديدة؟ وكيف تحوَّلت إلى مراكز ومؤسسات قائمة بذاتها تستقطب أطراف الصراع والتمويل، وتسوس القرار وتوجه مؤسسات المجتمع.
مؤلف كتاب مراكز الفكر – أدمغة حرب الأفكار
ستيفن بوشيه: مدير مساعد “Notre Europe”، وهو مركز فكر متخصِّص بالمسائل الأوروبية، وقد عمل مستشارًا لدى وزيرة النقل البلجيكية، ومستشارًا لأروقة الضغط في بروكسل ولندن، وأستاذًا محاضرًا في معهد العلوم السياسية في باريس.
مارتين رويو: صحفية اقتصادية، تعاونت مع وكالة الصحافة الفرنسية ومع “Nouvel Economiste” كرئيسة للقسم الخارجي ومراسلة، إضافة إلى عملها منسقة أعمال القطاع الفرنسي في منظمة العفو الدولية في البلقان.
معلومات عن المترجم:
ماجد كنج: مترجم، وله عدد من الكتب المترجمة الأخرى، ومنها: “مصادر الطاقة المستقبلية.. الهيدروجين وخلايا الوقود والتوقعات لكوكب أنظف” من تأليف: بيتر هوفمن.