مراحل تكوين الشخصية
مراحل تكوين الشخصية
تبدأ احتياجات الإنسان إلى الحب منذ نعومة أظفاره، ابتداءً من احتياجه إلى حب الوالدين فقط وإذا لم يوجد يمر الإنسان بأزمة الميلاد التي فيها يدرك الطفل أنه لا يوجد من يحقِّق له احتياجاته، فإما أن يصبح هشًّا دائم الاحتياج إلى الآخرين، وإما أن يلبي احتياجاته لنفسه فيصبح صلبًا ويواجه مستقبلًا مشكلة في تقبُّل المساعدة أو تكوين العلاقات، وبعد سبع سنوات يحتاج إلى الأسرة كلها والعائلة الكبيرة، وهذه المرحلة التي تتكوَّن فيها ثقة الإنسان بنفسه نتيجة لما يراه من حب وتقدير ممن حوله ويحتاج إلى مساحة آمنة للخطأ دون اتهامات ومع توضيح أن الأفعال هي السيئة وليس الشخص!
ثم ينتقل إلى مرحلة حب الأصدقاء والأقران، وهي مرحلة المراهقة والهرمونات التي يحتاج فيها الشخص إلى تأييد من أصدقائه والانقياد نحو أي تيار، وفي سن الحادية والعشرين حتى الثامنة والعشرين يحتاج الفرد منا إلى حب الذات وإدراك أحلامه وطموحاته، ويبدأ في محاولة التعلم واكتشاف نفسه والمجتمع ومعرفة قدراته وما يتفوق فيه، لذلك قد تجد بعض الناس في هذه المرحلة يتخلَّون عن ارتباطهم بالطرف الآخر سعيًا منهم للبحث عن أنفسهم، وفي سن الثامنة والعشرين يحتاج إلى الحب العاطفي بين الرجل والمرأة، وتبدأ أزمة الهوية والأسئلة مثل: هل ما تفعله في الحياة الآن هو ما تريده وتتمنَّاه حقًّا؟ ومشكلة هذه المرحلة أن الشخص لم يخطِّط لحياته في العشرينيات فوجد نفسه على مشارف الثلاثين منغمسًا في زواج وعمل لم يرغب فيهما، ويبدأ التفكير في جروحه السابقة التي لم يتخطَّها.
والمرحلة التي تليها هي حب الإنسان للعطاء منذ سن الخامسة والثلاثين فيستمد ثقته بنفسه من قدرته على العطاء والمسؤولية ويكون المتنفس لهذه الطاقة هو وجود الأبناء، وبعدها يصل الإنسان إلى أزمة منتصف العمر الذي يشعر فيها أنه ضحَّى بحياته ولم يحقِّق شيئًا لنفسه فنجد الكثيرين يتخلَّون عن الاستقرار ويسعون إلى المراهقة المتأخرة، وأخيرًا أزمة سن التقاعد وفيها يشعر الإنسان أنه ليس هناك من يحتاج إليه ولا أهمية له ولأفعاله، لذلك يتأثر جسمه ويشعر أنه لا طائل من وجوده ويستعد للموت!
الفكرة من كتاب اكتشف نصفك الآخر
في بداية قصص الحب نشعر بالسعادة وتعمينا نشوة المشاعر عن معرفة الطرف الآخر حق المعرفة أو رؤية عيوبه، إذ تبدأ الوعود عن أبدية هذا الحب، ونظن جميعًا أن هذا الإحساس بالخفة والسعادة هو الواقع، لكن مع مرور الوقت تختفي الهالة التي كنا نراها حول الطرف الآخر، يقل الشعور بالسعادة، وتبدأ الاختلافات في الظهور، ونبدأ التفكيرَ بواقعية ونرى الأشياءَ على حقيقتها، هل يجب الانفصال والبحث عن الشريك المناسب بواقعية؟ هل فات أوان تصحيح الأخطاء؟
في هذا الكتاب تحدثنا المؤلفة عن الأسس الصحيحة لاختيار شريك الحياة قبل الزواج، أو تصحيح مسار العلاقة وفهم الطرف الآخر بعد الزواج، للوصول إلى علاقات صحية وواعية.
مؤلف كتاب اكتشف نصفك الآخر
هبة يس: كاتبة وحاصلة على بكالوريوس الصيدلة الإكلينيكية والعلوم الكيميائية، ومدرِّبة معتمدة للتنمية البشرية من المركز الكندي التابع للدكتور إبراهيم الفقي، حصلت على دبلومة ديناميكية في التكيُّف العصبي من المركز الكندي، وحصلت على دبلومة الاستشارات الأسرية والعلاقات من جامعة ستون بريدج البريطانية.
ومن مؤلفاتها:
لا تكره نفسك.
بمذاق العسل.
أوجاع الستات.
وحدي كيف أتصرف؟