مراحل النوم

في القرن التاسع عشر تمكَّن عالم الفسيولوجيا الألماني كولشيتر من إثبات أن النوم يكون أشد عمقًا في الساعات القلائل الأولى، ثم يزداد ضحالةً بمرور الوقت، وتنشأ تموجات كهربية في المخ على نحو متصل فيما يعرف بالتسجيل الكهربي للمخ، وتحدَّد مراحل النوم عن طريق تحديد أنماط التمُّوجات الكهربية المرصودة من المخ والعينين والعضلات، فكلما أصبح النوم عميقًا انعدمت الحركة السريعة للعينين وتصبح التموُّجات الصادرة عن نشاط المخ أكبر وأبطأ ويقل مستوى التوتر العضلي في الوقت نفسه، وفي مرحلة النوم الأولى يُلاحظ حدوث دوران العينين ببطء، ويسجِّل المخ نشاطًا يشبه ذلك المرصود في مرحلة حركة العين السريعة، كما يرصد النشاط الكهربي العضلي نشاط العضلات التي تتقلَّص من حين إلى آخر، وتكون فيما بين تلك الحركات مسترخية تمامًا.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

فترة النوم الأولى تسمَّى بفترة حركة العين السريعة، ولا تدوم إلا لدقائق، ويعقبها مرحلة النوم الثانية، وتتكرَّر دورة النوم في الليلة الواحدة أربع أو خمس مرات، ويصل المرء إلى مرحلة النوم العميق في الدورتين الأولى والثانية، أما باقي الدورات فقد تقع لفترات خاطفة أو لا تقع على الإطلاق، على خلاف فترة حركة العينين السريعة التي تتزايد طولًا من دورة إلى أخرى، أي إن فترة النوم العميق وفترة حركات العين السريعة متعاكستا الاتجاه طوال فترة النوم.

ويُقسِّم العلماء النوم إلى خمس مراحل، وتنعدم حركة العين السريعة في المراحل الأربع الأولى، وبتسجيل النشاط الكهربي للمخ وُجِد أن بداية النوم يعقبها ازدياد بطيء في النشاط الكهربي للمخ ويُسجَّل على هيئة موجات ذات تردُّد منخفض، وتمثِّل تلك الموجات فترات النوم العميق، أي المرحلتين الثالثة والرابعة من النوم، ويطرأ على الجسم تغيُّرات في أثناء النوم فتنخفض درجة حرارة الجسم، وتقلُّ معدلات التنفُّس والنبض، وينخفض ضغط الدم، ويتدنَّى مستوى الكورتيزون والأدرينالين في الدم، على خلاف هرمون النمو الذي يصل إلى مستويات مرتفعة في أثناء المرحلة الأولى من النوم العميق، بينما تتميَّز فترة نوم الحركة السريعة للعين بتنفُّس غير منتظم وازدياد نشاط وظائف الجسم، وقبل أن نستيقظ بفترة غير قصيرة تبدأ درجة حرارة الجسم ومستوى الكورتيزون في الارتفاع، ويكثر النائم من تغيير أوضاع جسمه فيما يبدو أن الجسم يهيِّئ نفسه لاستقبال الاستيقاظ.

كثير من الناس يعدون أن النوم قضية مسلَّمة، فلا يستوقفهم التأمل في أصله ومعناه إلا إذا تعرضوا لاضطراب، وفي هذا الكتاب يتناول الكاتب موضوع النوم كإحدى العمليات الأساسية للحياة وما تم اكتشافه بالدراسات من مراحل النوم المختلفة، وأثر النوم في المخ، ولماذا يعاني البعض الأرق، وأثر الحرمان من النوم في الجسد والصحة النفسية.

ألكسندر بوربلي Alexander Borbley: أستاذ علم العقاقير في كلية الطب جامعة زيوريخ ومدير مختبر النوم بالجامعة نفسها، ويعد من أشهر الباحثين على مستوى العالم في مجال النوم والأحلام.
له العديد من المؤلفات من بينها:

Secrets of sleep

Pharmacological Modifications of Evoked Brain Potentials