مراحل النمو وتحدياتها
مراحل النمو وتحدياتها
يتبنَّى المؤلف نظرية عالم النفس الارتقائي “إريك إريكسون” التي تقسم مراحل نمو الإنسان إلى ثماني مراحل في شكل هرمي متدرِّج في البناء والصعود، وتمثل الأربع مراحل الأولى من الولادة وحتى سن الحادية العشرة القاعدة والمراحل التأسيسية التي تبنى عليه كل المراحل التالية لها، وتشكِّل المرحلة الأولى متمثِّلة في عام الطفل الأول أهمية كبرى، إذ يقابل الطفل تحديًا بناءً لتكوين ما يسمى بالثقة الأساسية بوجوده وبقيمته الذاتية، وبالآخرين من حوله، وتجاه الحياة عمومًا، وهذا التحدي يمثل الأساس لنمو وتطور تلك الثقة بالمستقبل.
يقول ألفرد أدلر: “من حضن الأم تبدأ الثقة، ومن ثمَّ تتسع دوائرها شيئًا فشيئًا حتى تحوي المحيط القريب من الطفل ثم البعيد في آفاقه”. فإذا كانت العلاقة مع رمز الأم تحديدًا تتسم بالدفء والحميمية والاتساق؛ فإن ثقة الطفل بنفسه وبالحياة تبدأ في التكون، إذ توفر هذه العلاقة مع الأم للطفل درجة كبيرة من الإحساس الأساسي الذي يحتاج إليه من الحب والأمان والقيمة ويلازمه مدى الحياة.
وإذا كانت العلاقة مع رمز الأم تتسم بالجفاف والإهمال أو قائمة على التهديد والرفض والتخويف أو كانت الأم غير موجودة عاطفيًّا، أو تعرِّض الطفل للانفصال عن الأم لأي سببٍ كان، فإنَّ الطفل يشعر بالرفض وعدم القَبول، وتبدأ بذور عدم الثقة تُزرَع في الطفل ويبدأ الشك والارتياب في نفسه وفي الحياة، والخوف من المستقبل، نتيجة تعرُّضه لفقد احتياجه الأساسي إلى الشعور بالحب والقيمة والأمان.
الفكرة من كتاب ذنوب الآباء ومسئولية الأبناء
يقدِّم الكاتب دراسة سيكولوجية متخصِّصة في نشأة الاضطرابات والأضرار النفسية التي تلحق بالأطفال في الصغر ويستمر تأثيرها مع أصحابها فيما بعد، وذلك نتيجة سلوك الوالدين سواء أكان بقصد أم بغير قصد.
ويستعرض ذلك من خلال فصول الكتاب بالحديث عن الذات وتشكِّل الشخصية والاحتياجات النفسية وأثر الحرمان من تسديد هذه الاحتياجات في الصغر، وكذلك الإساءات وأنواعها وأثرها في النفس.
مؤلف كتاب ذنوب الآباء ومسئولية الأبناء
مشير سمير: كاتب له العديد من المؤلفات في مجال علم النفس والوعي الذاتي، ومنها هذا الكتاب، وله كتب أخرى في نفس المجال مثل “معايير النضج النفسي”، و”مشكلة الألم”، وله العديد من الإسهامات في هذا المجال مثل ترجمته لكتاب “صوت الحب الداخلي” لهنري نويين، ومراجعته لكتاب “الأقوياء والضعفاء” لبول تورنييه.